تعديل

mardi 23 janvier 2018

أهمية الشرفاء في حياة التسوليين.

سأحدثكم في هذا المنشور عن المكانة التي كان يحتلها الشرفاء في القبيلة وعن دورهم الرائد في استقرارها فأقول: ينقسم الشرفاء في قبيلة التسول قسيمين.
الأول: شرفاء ينتهي نسبهم إلى الرسول الكريم ومنهم الإدريسيين والبورقاديين.
الثاني: شرفاء ينتهي نسبهم لأحد الأولياء المعروفين كشرفاء سيدي حسن الحاج مثلا.
وقد كان هؤلاء جميعا يحضون بمكانة متميزة داخل القبيلة، يكرمهم الناس ويحترمونهم ويجلونهم (من شدة التوقير لم يكن الفلاحون يجرأون على خطبة إحدى بنات الشرفاء خوفا من ألا يحسن ابنهم معاشرتها فيقعون في الحرج الشديد ويفتضح أمرهم بين الناس، أما إن خطبت ابنتهم من طرف أحد الشرفاء فإنهم كانوا يفرحوم فرحا شديدا فيتغاضون عن الكثير من الطلبات التي يصرون عليها في الزواج العادي) ويمتثلون لأوامرهم في كل القضايا التي تعرض عليهم، كما يخصص لهم الفلاحون حصة من محصولهم الفلاحي خارج ما يسمى بالعشور أي الزكاة، لأن إكرامية الشرفاء لا تدخل في الزكاة وإنما هي هدية تهدى لهم عن طيب نفس وخاطر. أما الأدوار التي كان يضطلع بها هؤلاء فيمكن حصرها في:
أولا: دور طبي علاجي حيث كان الشرفاء (وما زالوا) مصدرا للشفاء من بعض الأمراض التي تستعصي على الطب الحديث كالخايبة التي يتخصص في القضاء عليها الشرفاء القبيون عبر ملء الفم بالماء ورشه على مكان الألم فيشفى من حينه وقد حكى لي الشريف مولاي محمد القبي حفظه الله كيف جاءته طبيبة متخصصة في هذا المجال للتداوي من الخايبة التي أصابتها وتم شفاؤها في الحين وما زالت مصرة على زيارته كل عام في نفس الموعد.
وتاجروت (هو مرض يشبه الخايبة لكنه أكثر فتكا منه) الذي يداويه الشرفاء الوزانيون عبر التقنية نفسها.
ومرض الكلب بفتح اللام (السعار) الذي يشفى المريض به بأكل تمرة أو لقمة خبز مع قطرة من دم أحد الشرفاء الوازانيين أيضا.
والتابعة (هي مرض يشبه السحر ويؤدي إلى وفاة الأجنة قبل بلوغها أو الصبيان فور ولادتهم) التي هي من اختصاص شرفاء سيدي حسن الحاج أما طريقة التداوي منها فيتم عبر عقد سبع عقد في خيط من دوم أو قنب ثم إلقائها في ساقية ماء بعد ترديد بعض العبارات التي لا يحفظها غيرهم (تجري العادة أن يعلق المولدو الذي تكتب له الحياة حلقة في أذنه وتبقى في مكانها طول مدة حياته).
والشقيقة التي يداويها الشرفاء العلويون.....
ثانيا: دور اجتماعي يتلخص في الصلح بين الناس، ومن أراد أن يعرف أثر الشرفاء في الصلح بين الناس والتوفيق بين الخصوم، فليقارن عدد القضايا بين الماضي والحاضر وسيرى الفرق الهائل بنفسه، فقد كان للشرفاء أثر كبير جدا في التأليف بين القلوب، ولم يكن أحد يجرؤ على الرد أو الاعتراض على حكم الشريف مهما بلغ الضرر به، وكان الظالم يقع في حرج شديد من تقريع الشريف وأحيانا سبه وطرده من الجماعة، أما المظلوم فكان يسامح ويتنازل عن حقه فيقع التآلف وتصفى القلوب، ولم يكن الأمر يصل للمحاكم إلا لماما وفي بعض القضايا الشائكة فقط كالطلاق والقتل.
ثالثا: دور توعوي والمقصود به إرشاد الناس وتوعيتهم بأمور دينهم، لأن أغلب الشرفاء كانوا إما من حفظة كتاب الله، وإما من العلماء المشهود لهم بالعلم والتفقه في الدين.
رابعا: دور بروتوكولي إن صح هذا التعبير حيث كان الشرفاء يمثلون واجهة القبيلة في الأعراس والجنائز، وكذا الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، أو عند زيارة بعض الوفود الغريبة على المنطقة، وذلك لأناقتهم وحسن أدبهم وحلاوة منطقهم (الشرفاء لا ينادون بعضهم إلا بكلمة سيدي أو مولاي ولذلك فهم متعودون على اللباقة وحسن الأدب في الحديث).
هذا ما استطعت الوصول إليه من معلومات، ومن كانت له إضافات بخصوص هذا الموضوع فلا يبخل علينا بها.
وعلى المودة نلتقي. 
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير.


توقيع أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

1 commentaires:

يا حسرة على دور الشرفاء في القبيلة. وخصوصا دورهم في حل المنازعات كيف ما كانت.
للاسف اندثر هدا الدور لعدة اسباب

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg