تعديل

mercredi 31 janvier 2018

المنازل الفلاحية 02.

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
الجزء السادس.
نعود لنستكمل الحديث عن المنازل الفلاحية وما يقال فيها من أسجاع وأمثال حسب ما هو متعارف عليه عند التسوليين فنقول وبالله التوفيق.
كنا قد وقفنا في الجزء الخامس عند سعد السعود الذي ترتفع فيه درجات الحرارة قليلا، ويليه سعد الأخبية وفيه "كايطلع الثور للكدية" والكدية بتسكين الكاف وجر الدال وتشديد الياء، هي الجبل الصغير أو المكان المرتفع، وتعني هذه العبارة ما ينتاب البقر وخصوصا الثيران في هذا الوقت من نشاط زائد بسبب ارتفاع هرمون التيستيستيرون، وهو النشاط الذي يطلق عليه لفظ "طيكوه" المرتبط في المخيال الشعبي بطائر يظهر في هذا الوقت من السنة ويظل نهاره كله يردد هذه الكلمة مما يدفع البقر للجري في كل الاتجاهات مع رفع ذيولها فوق مستوى ظهورها. وتمتد هذه الظاهرة طيلة شهر مارس تقريبا وهو الشهر الذي يطلق عليه الفلاحون لقب "الضامن" بمعنى أنه هو الكفيل بضمان موسم فلاحي جيد أو العكس حتى أنهم قالوا على لسانه "مارس كايقول للشهور الاخرى إلى حضرت أنا غيبوا كلكم، وإلى غبت أنا حضروا كلكم" وفي هذا دلالة كبيرة على الأثر الكبير الذي تتركه أمطار شهر مارس على المحصول الفلاحي، كما يعتبر هذا الشهر أيضا واسطة السنة من حيث طول وقصر اليوم ففيه يتساوى الليل والنهار يقول الناظم "منين يكونو وراق الشجار قد وذينات الفار، كايتقاد الليل مع النهار" ومعلوم أن الأشجار تورق خلال هذا الشهر. 
 
وبعد شهر مارس الذي يعتبر إلى حد ما شهرا معتدلا يعود الجو ليبرد خلال شهر أبريل يقول الناظم "يبرير يا يبرير، يا مطلع البروط للسرير، ويا المبكي الشيخ الكبير، على كسيرة دالشعير" وأظن أن الجميع يعرف معنى البروط أو البريط كما يسميه البعض، أما سبب بكاء الشيخ الكبير على كسرة الشعير فهو قلة المؤونة حيث لا يتبقى الكثير من المخزون خلال هذا الشهر، وهناك قولة أخرى تؤكد برودة هذا الشهر وهي قولهم "يبرير فيه كايبرد الخنزير"، وأبريل هو ما يطلق عليه نيسان حسب التقويم الشرقي. وإن كان هذا الاسم يطلق عند الفلاحين على الفترة الممتدة من آواخر شهر أبريل وإلى غاية نهاية ماي، ويعرف بموسم التزاوج عند الطيور يقول الناظم "نيسان بوجديان البطاطا فالكران، والسبولة فالفدان" (هناك من يضع لفظة 'حيان' بدل نيسان) ويقصد بالبطاطا البيض والكران هو عش الطير، كما تعتبر الأمطار التي تسقط خلال هذه الفترة أكبر معيق لنمو الحيات والأفاعي، يقول الناظم "لو ما كانت الشتا دالنيسان، لو كان رجعو سنانها قد الفيسان، وعيناها قد الكيسان" ومعنى هذه القولة أنه لولا مطر نيسان لأصبحت أسنان الحيات بطول الفؤوس وأعينها بحجم الكؤوس، ومع دخول شهر ماي يختلف الرأي "ميو كل هاو ريو" وتعني أنه خلال هذا الشهر تختلف آراء الناس بسبب قرب موسم الحصاد، وصراحة لا أعرف سبب اختلاف الآراء خلال هذا الشهر وإن كنت أرده إلى نضج صنفين من القطاني وهما الفول والجلبان مع وفرة البقوليات، مما يتسبب في اختلاف الأهواء بخصوص تفضيل صنف على آخر. 
 
ومع نهاية شهر ماي يبدأ موسم الحصاد عبر "قطيع الفول" والجلبان وباقي أنواع المزروعات كالفوراج والكرسانة والعدس والكيخا وهي المزروعات التي تنضج قبل القمح والشعير ويعتبر قطافها من مهام النساء بالدرجة الأولى (خصوصا العدس والكرسانة) لأنهن أكثر تحملا لهذا العمل من الرجال. 
ومع بداية نضج الحبوب يبدأ موسم الحصاد الحقيقي عبر التوايز (جمع توازة أو تويزة) أو الشوالة. 
 
وتستمر هذه العملية لشهر تقريبا حسب المساحة المحروثة وجودة المحصول، وبهذا نكون قد أتينا على أغلب المنازل والفترات الفلاحية المشهورة في القبيلة ولم يتبقى لنا إلا الحديث عن الصمايم التي يستحب أن تسقط في بدايتها بعض الأمطار للتبشير بموسم فلاحي جيد يقول الناظم "إلى دخلت الصمايم بالعبوس، كايفرح مول الرخلة وينكد مول الكرموص" والرخلة أنثى الثور أي العجلة. وتعني هذه القولة أنه في حال عبست السماء أي تلبدت بالغيوم يفرح صاحب البقر لأن الموسم سيكون جيدا وسترتفع أثمان الأنعام، في حين أن صاحب التين سيصيبه بلاء عظيم وذلك بسبب فساد محصوله المنشور فوق الأسطح بسبب الأمطار.
وإلى اللقاء في جزء قادم بحول الله.

توقيع: أحمد لزعر التسولي.

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

2 commentaires:

عطاك الله الصحة السي احمد الله يحفظك

Lah ua3tik sa7a a si 7mad rani ka na9era haschi 3la 7ana w 3jabha l7al hhh ya3ni klam sa7i7

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg