تعديل

mardi 23 janvier 2018

رجالات قبيلة التسول: ابن يجبش التسولي التازي.

ابن يجبش التسولي التازي.
العالم الصوفي الأديب الفقيه سيدي أمحمد بن عبد الرحيم بن يجبش التازي التسولي؛ اختلف في تسميته بين ابن يحبش بالحاء وابن يجبش بالجيم حتى حقق اسمه الأستاذ أبو بكر البوخصيبي في كتابه الرائع "أضواء على ابن يجبش التازي" والذي خصصه لهذا العالم الجليل، ونال المؤلف بهذا الكتاب جائزة المغرب للكتاب سنة 1972م، ويقول عنه ابن عساكر "الشيخ المتفنن الأديب البارع المتبحر الصوفي العاشق المتوغل في مشاهدة الجمال، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم ابن يجبش التازي (بفتح الياء والجيم المشددة وتسكين الباء والشين كما في الصورة المرفقة) كان -رحمه الله- سيدا فاضلا عالما متفننا شاعرا فصيحا ماجدا من مشايخ الصوفية. له الشأن الذي لا يدرك، حدثني سيدي أبو محمد الهبطي رحمه الله قال: دخلت على الشيخ أبي عبد الله بن يجبش التازي وهو بمنزله بتازى وقد تمارض، فوجدته جالسا في فراشه، فسلمت عله وقلت له: يا سيدي ما معنى الوصال؟ فقال: الوصال (1)، وما زال يمد به لسانه حتى سقط مغشيا عليه، فخرجت عنه وتركته كذلك، وحدثني بعض الفضلاء من أهل بلده قال: كان الشيخ رحمه الله عاشقا (2) لا يكاد يفارق السماع ساعة واحدة، قلت: وعلى الجملة فهذا الشيخ ممن ساد فأجاد، واتكأ عليه الزمان فكان له نعم الوساد، وقد وقفت على تأليف له في الجهاد ألفه في الحض على الجهاد في سبيل الله، فكان ينبغي أن يتناول باليدين ويكتب دون المداد باللجين (أي الفضة)، أودعه نظما ونثرا وله قصائد ومقطعات كلها رائقة، وله على بردة الإمام البوصيري تخميس عجيب، وله في فن التصوف العجب من النظم والنثر" (3). وقد اشتهر ابن يجبش بأدب الجهاد وعرف به، ذلك أن تازة كان لها نصيبها المحترم من المتصوفة والمجاهدين، حيث اشتهر بكتابه في الحث على الجهاد وتحرير الثغور الموسوم ب " تنبيه الهمم العالية على الصدقة والانتصار للملة الزاكية، وقمع الشرمذة الطاغية" وله أيضا كتاب: "أحكام فقهية" مخطوط بالخزانة المحجوبية، بسُوس، وتخميس بردة البوصيري والتخميس أن يأتي الشاعر بأربعة أبيات من عنده ثم يختم ببيت خامس من القصيدة الأم، وله أيضا قصيدة المنفرجة نظمها على غرار منفرجة ابن النحوي وأبي حامد الغزالي ومطلعها:
اشتدي أزمة تنفرجي **** قد أبدلا ضيقك بالفرج
مهما اشتدت بك نازلة **** فاصب فعسى الفرج يجي (4)
وله قصيدة أخرى رائعة بديعة أولها:
فَسَدَ الزَّمَـانُ وَغَابَ كُلُّ رَفِيعِ ***** بِذَهَابِ أَهْلِ الصِّدْقِ فِي المَشْرُوعِ
أَهْلُ الصَّفَا، أَهْلُ الوَفَا وَمَنْ بِهِمْ ***** صَلُحَ الوُجُــودُ بِبَذْرَةِ المَزْرُوعِ
قَوْمٌ كِرَامٌ لاَ يُضَـامُ جَلِيـسُهُمْ ***** وَرَقَى بِحُــرْمَتِهِمْ لِكُلِّ مَنِيـعِ
توفي رحمه الله بتازة سنة 920ه/ 1514-1515م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الوصال من مصطلحات الصوفية معناه تحقيق اللقاء الرباني.
2- يقصد العشق على طريقة المتصوفة وليس العشق المعروف بين الناس.
3- انظر كتابه "دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر" الترجمة رقم 54، ومنه أخذت الصورة المرفقة.
4- انظر كتاب: كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج لأحمد بابا التنبكتي، ترجمة رقم 623.
وعلى المودة نلتقي.
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير.

توقيع أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg