تعديل

vendredi 13 juillet 2018

تأثير الأمثال في المجتمع التسولي: دراسة اجتماعية 02


نعود للحديث عن بعض الأمثال التسولية وكيف أثرت في البنية الاجتماعية للمجتمع التسولي ونقف في هذه الحلقة على مثلين مشهورين حول النهي عن فعل الخير أولهما: ما دير خير ما يطرا باس، والثاني: الخير قنطرة للهم.
ولن نحتاج لكثير عناء في التدليل على عدم مطابقة هذين المثلين للشرع والعرف، فالقرآن الكريم والحديث الشريف مليء بالدعوة لفعل الخير والإنفاق ومساعدة الناس ابتغاء وجه الله ودون انتظار مقابل محسوب، ولكن تغير البنية الاجتماعية والمعيشية للمجتمع التسولي، إضافة إلى دخول الاستعمار الأجنبي (لست ممن يتبنى نظرية المؤامرة ولكني أعتقد اعتقادا شبه جازم أن هاته الأمثال وأشباهها هي من صياغة الاستعمار ورجاله لأننا كمغاربة وتسوليين كرماء متشبعين بروح الشرع الحنيف يستحيل أن ننسج مثل هاته الأمثال التي تمدح للبخل وتدعو لتجنب فعل الخير) قلت إن كل هاته الأسباب جعلتنا ننفر من مساعدة غيرنا ونتهرب من فعل الخير والتعاون وتنفيس الكرب على بعضنا البعض، وكثيرا ما سمعت بعضهم يقول: قدم الميم ترتاح، وهذه دعوة صريحة للكذب والتملص من مساعدة الناس.
أنا لا أنفي وجود بعض الأشخاص لا يحسنون رد المعروف، ولا يوفون بوعدهم عند الاقتراض أو طلب المساعدة، ولكن هذا كله لا يعني أن ننهى عن فعل الخير مطلقا أو أن نتهرب من مساعدة المحتاجين.
يجب علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية في تربية أبنائنا على حب الإيثار والكرم ونغرس في نفوسهم حب مساعدة الناس وتنفيس كربهم، وأنا شخصيا سأحاول نسيان هاته الأمثال التي انتشرت في مجتمعنا التسولي وأدت إلى انزواء كل واحد في بيته، وانطوائه على نفسه، فدخلنا في موجة من الأنانية أدت بنا إلى هاته الحال من الضعف والهوان، وكثيرا ما أستغرب من ضعف المظاهرات الاحتجاجية على الأوضاع، أو قلة المشاركين في بعض الوقفات ذات الصبغة الاجتماعية أو الإنسانية، ولكن حين أرجع إلى أصل المشكل أجده نابعا عن التشبع بمثل هاته الأمثال والقيم المخالفة للعقل والمنطق والشرع، قيم الدعوة للابتعاد عن هموم الناس، و"دخول سوق الراس"، والفا المسدود ما دخلاتو ذبانة.
وعلى المودة نلتقي.
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

mardi 10 juillet 2018

قالوا زمان 02


أعود لنشر الجزء الثاني من هذا التراث الشعبي المحلي. ربما سيجد الإخوان بعض الإشكال في القراءة لعدم شكل هذه الأقوال وخصوصا الذين يقراونها لأول مرة. أو خلاف في التذكير والتانيث.كما تختلف لهجة الكلام من منطقة إلى أخرى. !
والدليل أنها من تراثنا فأنا لم أذهب لا شرقا ولا غربا ولم استعن بأحد كل مما سمعته بهذه القبيلة الطيبة. !
------ربما مبلغ اوعى من سامع------
كن سباع-وكلني
العيطه كبيره-والميت فار
كزار-وايتعش باللفت
المزوق من برى-شخبارك من الداخل
أضرب الكلب-واستحيى ف وجه مولاه
ل فيكش ما يعالج عالج-لا تسمهاش ف عمك بلارج
الخيل ك تعرف الخيل-و الخيل ك تعرف ركابها
اضربني وبكى-واسبقني وشكى
كل بكري ناجم -وخا حتى م بنادم
لي معندو عدو ف البر:يعين ولد اختو يكبر
الضرب ب الطوب-ولا الهروب
قالو شني خاصك العريان. أو. الساعي قالو الخواتم. اسدي
أنا بالشحمه لفمو-وهو بالعود لعيني
أنا انعاونو ف قبر بابه-وهو ايهرب لي بالفاس
العلم ف الراس-مشي فالكراس
قالو شكون يشهد لك أكلب-قالو شوالي
الغربة-ولا شكاره خاويه
اخدم ديالك بيد وحدى-ولا دخدم د الناس بزوج يديك
فين وقف محراثك-ايوقف منجلك
خفف البصل-يتمار
كدب اللوز-وتياق المشماش. ! وكدب الشيب-وتياق التكماش
ريييييحت الشحمه-ف الشاقور
البغال اينزل--والحمار خالط
الخروف ايلعب --على طهار د يماه
اشري واركب-او اشري واحلب
الحماره تقول:مني ولدت ولادي-ما كليت علفي وافي وما شربت مائي صافي
علف الزحوش-خساره
يلاغاب الفقيه-اش ايديرو المحضره موراه
يلكانgوادها عثروس-ل السدره مشاث
لي جا للفطور-فطر ولي جا للمناول-داهم
الحر بالغمزه-والعبد بالدبزه
هرب من السيل-داثو الحمله
عكاز واحد-ما يقارع الكلاب.
كبرنا بالمطوطه- طفاث لنا العافيه
كل جديد للو-جدده-والبالي لا تفرط فيه
حوط الشقف-للو دوقف
لاتفرط ف حلاس-ولا تفرط ف هركاس
لي بغى الفراجه-يديرها مجنابو
زوج حجلاث-ما يتقبطو بيد وحدى
تقرقيبه-ولا السلام عليكم
دخلناه بالوقار - شرك معنا البقار
ايفرس مع الديب-ويبكي مع السارح
ناس بالناس-وعويشه ف مشيط الراس
الناس فالناس-وانت ف عويشه اختك
طاحث من الفم- جات ف الحجر
كوز أو دوز على الهرهوري-لا دوز على السكوثي.!!!
أكتفي بهذا الجزء الثاني حتى لا أطيل عليكم وأرجو من الله أن يمتعكم واكون عند حسن ظنكم وإلى المره الجايه إن شاء الله!


توقيع: ذ. جمال لشخم

قالوا زمان 01


من الموروث الشفوي الشعبي :الأمثال والكلام الموزون والحكم التي نظمت وتنظم حياتنا ومنها. كقوانين عرفية. منها باللغة العربية الفصحى وأخرى باللسان الدارج وهي التي. نحن بصددها. !
لقد جمعت حوالي ماتين مثل كنت ساصنفها وابوبها. !
لكن عند نزول رغبة .سدي أحمد. سانشرها مجزاة ويبقى له هذا العمل مع مراعاة (حقوق الجمع والنشر) لا أقول التأليف! 
-------على بركة الله-----
ما خلو الولى ما يقولو التوالى
حتى شبع صالح. عاد قال مالح
بلارج مشى يحب ابنو. عورو
الكي ف التور. والحريق ف الخماس
العg وزه ويلا شدث السارق
الخوف أ يسبg العجوز
برنيقش ولا جميل العنابه
الحبس ولا فتيان الراي
لي شاف الربيع ما شاف الحافه
عند رخصو دخلي نصو
مياث تخميمه وتخميمه. ولا ضربه بالمقص
العقبة على الديب والسلوكي-السلوقي
لي تخدمو. طيعو. ولي ترهنو بيعو. و لي تعيطو جريه
يلا قلتلك سدي-ما تبعنيش ف السوق
لي ما شاورك-هناك
حب الكلب من فمو حتى تقضي حاجتك منو
لي مريض على حالو مشي بحالو
ما حس بالمزود غير لي كلا بها
ما تصحب حتى دجرب- وما دضرب حتى تقرب-وما دغرس حتى دزرب
بحال طبال الهوته لا فرجه لا طعام
إزرع:الزرع من الزرع والمرى من الكرع
منين دخلث السعله ف الديك
يناير أحرث يا حاير
فبراير اخترها بالمطاير أو كلها بالخماير
هذا وإلى الجزء الموالي إن بقي في العمر بقية! !


توقيع: ذ جمال لشخم

التسولية والدورو



تختلف تسمية النقود بين مناطق المغرب من جهة لأخرى مثلا الجهة الشرقية مثل وجدة بالفرنك الناظور بالدورو
مناطق الغرب بالدرهم وهناك من يتعامل بمصطلح الريال وهذا الاخير يستعملونه التسوليين بكثرة وهكذا.. وبهذا تذكرت إحدى الطرائف التي حكتها لي والدتي أطال الله في عمرها وجميع المسلمين.قالت لي
واحد لمرا من التسول رحمها الله في هذا اليوم -وأنا شخصيا أعرفها حق المعرفة - ذهبت للناظور مع ابنها الذي ربما يقطن هناك وهذا الأمر لا يهمنا . وعند خروجهما عشية يتجولون في السويقة تفاجئت السيدة بأحد باعة الملابس يهتف بصوت عالي 40 دورو 40 دورو 40 دورو!!!!! ذهبت مسرعة بفرحة من اجل اختيار ما يناسبها من الملابس ولأولادها المتواجدين بالتسول (قالت هادي همزة وجابة الله) ظانة أن 40 دورو هي فقط درهمين. وابنها ظن أنها تعلم قيمة 40 دورو بالريال ولهذا تركها تختار ما يحلو لها. لكن ما شك في الأمر حتى وجد أمه اقتربت من ملئ كيس بلاستيكي "الميكة درهم القديمة دي ادهز مود تقريبا هههه" وعند انتهائها قالت لابنها تكفينا هذه الملابس. ولم يستطيع هو اخبارها بالامر وحتى من صاحب الملابس تفاجئ بذلك الكم. وما علمت هي حتا رأت المبلغ الذي قدمه ابنها للتاجر وتعجبت لان المبلغ يفوق بكثير ما كانت تظنه وسئلته بكل عفوية "ولياه بشحال للوحيدة اوليدي " فقال لها ضاحكا غي 20 درهم ألواليدة. هنا لمرة ضربت غي ضربة فراسا هههههه وبدات ادخوي فداك شرااوط وقالت اويلي وكنت مشي نخليك هاد الليلة. ثم رفضت بأن تقتني كل ذلك االملابس وتركت فقط بدلة او اثنين. وقالت للبائع لاااالاا اوليد انا يحسابلي غي ب 40 ريال 400 دريال بزاااف لاالاالاالا غي سمحلي.
وعلى المودة نلتقي.


توقيع: أحمد الدعينن

شذرات من حياتي 05




تحياتي أحبابي:
غادرنا عين سخون متوجهين إلى بيوتنا وقد كتمت أمر الزيادة التي وهبني إياها الفلاح الكريم خوفا من أن أثير بعض الحسد، وصلنا مركز اولاد ازباير وقصدت أحد الجزارين المعروفين في المركز (عبد الرحيم خريش أطال الله عمره) واقتنيت من عنده كيلوغراما من اللحم وبعض المشمش والبرقوق وتوجهت للبيت، وصلنا متأخرين قليلا، أعطيت ما جلبته لوالدتي وناولتها المبلغ الهدية، في حين احتفظت بالباقي لأداء واجب الكراء وشراء بعض الملابس والكتب، سمعت من أمي وجدتي ما أثلج صدري من الدعاء، ثم خرجت متوجها للمسجد فوجدت عامر ابن عم والدي أطال الله بقاءه جالسا مع الإمام، سلمت عليهما وجلسنا ننتظر آذان صلاة العشاء على صوت إبريق شاي يغلي، بعد برهة سألني ابن عمي وكان يلقبني بالأستاذ منذ كنت تلميذا في الثانوي: غدا ماشيين لحياينة نشولو عند واحد صاحبي عندو شي ربعيام دالخدمة، دمشي معنا ألأستاذ؟ بدت علي بعض الدهشة لأني كنت عازما على أخذ قسط من الراحة قبل بدأ موسم حصاد القطاني الذي يسبق موسم حصاد الحبوب عادة، ولكن حب التجربة دفعني للموافقة فقلت له: شكون ماشي معنا؟ 
عامر: كاين أنا وموحمادين خاي ويوسف وأحمد دالحوسين.
وافقت على الفور وطلبت منه أن يمهلني حتى آخذ الإذن من جدي وعمي اللذان كانا مواظبين على أداء الصلاة جماعة في المسجد، مضى بعض الوقت وإذ بهما مقبلين علينا، وقفت وقبلت يديهما ثم جلست وطلبت منهما أن يسمحا لي بالذهاب للحياينة، أبديا موافقتهما ثم توجه جدي لابن أخيه قائلا مع ابتسامة لم يستطع فمه الأدرد إخفاءها: شوف أعامر الله يرضي عليك، نتينا أدعرف المعزة داحمد عندي، الله يرضي عليك لما لقيو باباه فالوسط وما كاين غي عيد وعيد باش يعرف حق الشوالة فالحياينة كي لاقي. ضحك عامر ابن عمي من كلامه ورد عليه بالإيجاب.
صلينا العشاء جماعة ثم انصرف كل واحد منا لبيته، وضعت حقيبتي بجنبي واستغرقت في نوم عميق كنت في حاجة إليه، فما أيقظني منه سوى طرقات على باب غرفتي، هببت مسرعا وفتحت الباب فوجدت عامرا وأخيه محمادين واقفين ينتظراني، غسلت وجهي ولبست ثيابي وخرجت، بعد ساعة ونصف من المشي تقريبا وصلنا مركز اولاد ازباير فوجدنا سيارة بيجو 404 تنتظرنا، ركبنا فيها وتوجهنا صوب الحياينة بعد مدة وصلنا إلى دوار قريب من سد إدريس الأول لم أعد أذكر اسمه، استقبلنا رجل ضخم الجثة على رأسه شاش برتقالي اللون ومعه خمسة رجال أحدهم شيخ جاوز الستين من عمره والباقون شباب لم يتجاوز كبيرهم الأربعين، سلمنا عليه ورحب بنا وبعامر بشكل أخص ثم أمر ابنه بأن يصحبنا للفدان، دخل الابن المنزل لقضاء غرض ما فتوجه عامر ابن عمي و(كان كثير الدعابة) للخمسة رجال الواقفين بجانبنا مخاطبا إياهم: مناين نتوما فالخوث ألفلاحة؟ رد عليه الشيخ: من غياثة. 
عامر: وفيواخ جيثو؟
الشيخ: البارح.
ضحك عامر ضحكة ماكرة وقال له: إيوا موحالش دكملو معنا للظهور؟ والله يا عمر الكلاب دالحياينة عليكم لا لهثو.
ساد فيهم بعض الهرج وتعالت أصواتهم فقرر اثنان منهم المغادرة نهائيا متحججين بأنهما لا يريدان خلق المتاعب أو الدخول في نزاع معنا. ورغم محاولة موحمادين واحمد دالحوسين التدخل لثنيهما عن قرارهما إلا أنهما كانا مصرين على المغادرة.
سمع الرجل تعالي الأصوات فخرج ينظر ما الأمر، فلما عرف ما صنعه عامر التفت إليه قائلا: واش باقي فيك داك الطبيعة ديال الضحك؟ الله يهديك علاش كاتخوف الناس؟ قال هذا الكلام ثم همس في أذنه: والله يا عبرت عليهم، راهم مساليين أصاحبي، وأنا عيطت عليك بالعاني حيت كنت عارفكم ماشي تجريو عليهم قبل الفطور هههههه.
لم يظهر الحياني إلحاحا كبيرا لمحاولة إبقاء الرجلين فدس يديه في جيبه وناولهما مستحاقتهما ثم أمرنا بالصعود للسيارة والتوجه للحقل. بعد ربع ساعة تقريبا وجدنا أنفسنا أمام حقل من القمح الأبيض يتجاوز بعضنا في الطول (ما شاء الله)، وقفنا استعدادا للشروع في العمل ثم توجه إلي عامر بالكلام وهو يومئ للثلاثة الباقين: مرحبا بك ألأستاذ، ولايني زردة هذي، والله يا هذ النهار يا غيلا شفت الدجاجة مناين أ.... أجبته بهزة رأس وقد ظهرت علي علامات الغضب لأني لم أكن راضيا على الطريقة التي تكلم بها مع إخواننا الغياتيين ولم تعجبني إهانتهم بتلك الطريقة، ولكن بحكم صغر سني وتبعيتي للأكبر مني فلم يكن بيدي ما أصنع.
بدأنا العمل بعد أن طلب عمي موحمادين من الشيخ أن يذهب للسلطنة في حين وضع الاثنين في الوسط بيننا وما هي إلا نصف ساعة حتى بدت علامات التعب عليهما فإذا بأحدهما يضع منجله على كتفه ويغادرنا دون كلام أو وداع ثم تبعه الآخر، حقيقة لم يعجبني الوضع رغم أنه أثار في داخلي بعض الضحك على الطريقة التي غادرا بها، لحق بهما الشيخ ليقنعهما بالعدول عن رأيهما ولكنهما تركاه وانسحبا في هدوء قبل أن تبتلعهما حقول القمح المترامية، رجع إلينا وعلامات الخيبة بادية على محياه وطلب منا التوقف قليلا والاستماع إليه، فتوجه إلينا متوسلا بكلمات أحسست بها كالسكاكين تغرز في صدري: شوفو أسيادي الرجال أنا مسلم لكم عملو فيا دي بغيثو، ولايني الله يجازيكم بخير أنا مولا وليدات، وعندي جوج دالنسا فالدار، وكل وحدة فيهم والدة سبعة، دابا أنا مزاااوك فيكم لما شوفو من حالي وخليوني نلقط طرف دالخبز معكم.
أثر كلامه في تأثيرا بالغا لم أستطع معه كفكفة دموعي، توجه إليه عمي موحمادين وقبل رأسه وقال له: شوف ألحاج نتينا غي خليك معنا وخدم علاش قديث ودي بقا نخدمو أنا، والله شوكة لا ضراثك معنا.
أعجب الشيخ بكلام عمي محمادين وشكره ثم عدنا للعمل وقد أعجبت بما فعله ابن عمي وكبر في عيني منذ تلك اللحظة. فرح الشيخ بهاته المعاملة وليرد لنا الجميل قام بتقمص دور الفكاهي المضحك في الأربعة أيام التي قضيناها هناك، فكان لا يخرج من نكتة حتى يدخل في نادرة، ولا ينتهي من قصة حتى يبدأ في أخرى، وقد استغل زواجه من اثنتين ليحكي لنا عن أسراره الزوجية التي أخجل من أن أذكر هنا أقلها تأثيرا، وليكشف لنا أيضا عن أمور مخجلة تجري في أسرته، لم أكن راضيا عن سماعها خصوصا وهو يحكي عن ابنتيه وكيف تدبران أمورهما في المدينة بطريقة غير مشروعة.
في حقيقة الأمر فقد كان حدسي ينبئني بأنه كان يختلق كل تلك الأشياء اختلاقا ويلفقها تلفيقا من أجل أن يضحكنا ويضمن استمراره معنا، لأنني أعتقد أنه مهما بلغت جرأة المرء ووقاحته فإنه لن يبلغ ذلك المبلغ، خصوصا وأنه كان رجلا فاضلا لا يفوت فرضا، ولا يفتر لسانه عن الذكر ليلا.
أمضينا أربعة أيام على تلك الحال من العمل الممزوج بالمرح والضحك من قفشات الرجل، وقد كنا نسأل الله أن تمر بخير وسلامة وألا يستجيب الله فينا دعوات إخواننا غياتة الذين حرمناهم من لقمة خبز جاءوا من أجلها. ولكنها كانت الأيام الأكثر تعبا التي مررت بها في حياتي كلها، لدرجة أنني لم أكن أستطيع قراءة سطر واحد عند العودة للبيت مساء من شدة التعب والإرهاق، ولا يعرف صعوبة الحصاد في الحياينة إلا من جربه، حيث تجتمع الحرارة المفرطة التي تشوي الوجوه مع شدة وصلابة سيقان القمح الصلب الذي يتجاوز طوله المتر والنصف، أضف إلى ذلك ضعف التغذية، حيث كنا نقضي نهارنا بالخبز والزيت والزيتون فقط، لعدم وجود من ينقل إلينا وجبة الغذاء من البيت نظرا لانشغال صاحب الحقل وابنه بأمور التجارة في الأسواق، إلا أنه والحق يقال كان يعوضنا عن هذا النقص في الليل، حيث كان يحرص على أن تكون وجبة العشاء دسمة لدرجة كنا نصاب معها بالتخمة.
هذا ما استطعت تذكره عن هاته التجربة التي أرجو أن تكون فيها بعض الفائدة خاصة لفئة الشباب الذين أذكرهم بقول أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
وإلى اللقاء في حلقة مقبلة بحول الله.
وعلى المودة نلتقي.
مع خالص الود ويانع الورد.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

mercredi 4 juillet 2018

تأثير الأمثال في المجتمع التسولي: دراسة اجتماعية 01



        تمثل الأمثال خلاصة تجربة حياة قائلها، وقد حظيت عبر التاريخ باهتمام خاص من لدن الباحثين والعلماء الذين اعتنوا بجمعها وشرحها وسرد أسباب نزولها ولا أريد أن أطيل في تشريح مثل هاته الأمور التي يعرفها ذوو الاختصاص من المهتمين بهذا الفن حتى لا أخرج على القصد وأحيد عن الوجهة، فهدفي في هاته السلسة هو أن أحاول مناقشة كيف أثرت مجموعة من الأمثال في البنية الاجتماعية للمجتمع التسولي الذي يمثل نموذجا مصغرا للمجتمع المغربي عموما، وسأبدأ بمثل سمعته لأول مرة من جدي تغمده الله برحمته وذلك في أواخر الثمانينات وقد كنت أساعده في غرس أشجار الزيتون، حيث كنت أتكفل بحفر الحفر وهو يتكفل بعملية الغرس وتثبيت الأشجار. قال لي رحمه الله وقد رآى ضيق المسافة الفاصلة بين حفرتين: أولدي، الشجرة قالث: بعد ختي عني وعبي غلثا مني. ومعناه أن الشجرة قالت: أبعد أختي عني وخذ غلتها مني، والظاهر أن مجال هذا المثل هو الميدان الفلاحي وهو يدعو إلى ترك مسافة كافية بين شجرة وأخرى لفسح المجال أمام تمدد الأغصان والجذور، ولكن مع مرور الزمن وتغير البنية الفكرية والاجتماعية للمجتمع التسولي، انتقل من مجاله المعتاد إلى ميدان الحياة العامة، وأصبحنا نسمعه يتردد في البيوت والغرف، فبعد أن كانت العائلات التسولية كيانات مترابطة لا رأي يعلو فوق رأي الجد أو الأب أو الأخ الأكبر، أصبحنا نرى نمو خلايا بيوت هنا وهناك، وكل من تزوج لا يقضي مع أهله مدة شهرين حتى يخرج ويسكن بعيدا عن والديه إما في الأحياء المهمشة للمدن الكبرى أو داخل الدوار نفسه، والغريب أنك تجده يترك زوجته وحدها ويسافر للمدينة من أجل أن يشتغل في حرفة من الحرف مع ما يسببه وجود امرأة لوحدها في البيت من مشاكل وما قد يرافقه من اتهامات، والمشكل الأكبر هو حين يترك الأوبوان وحدهما في بيت طويل عريض والذي يشكل عبئا كبيرا على الأم العجوز التي لا تستطيع القيام بواجبات تنظيفه والاعتناء به، فيتحول إلى أطلال مسكونة وتتحول أسقفه إلى مرتع للحشرات والزواحف، وأعرف شخصيا العديد من مثل هاته الحالات التي يعيش فيها العجوز وزوجته وحدهما (بعدما رفضا الهجرة) في بيوت هي أقرب للخرابات، كل هذا التفكك الأسري سببه حب الاستقلال بالذات والأنانية التي تغلغلت في نفوسنا عبر وسائل الإعلام وعبر تطبيق مثل: أبعد أختي عني.
 أنا لا أنفي هنا وجود عوامل أخرى تؤدي إلى الهجرة وحب الاستقلال كضعف البنية التحتية من طرق وغيرها وانعدام وسائل العيش الكريم من مستشفيات ومدارس ومعاهد وفرص الشغل ووو في البادية، ولكن هذا كله لا يفسر هاته النزعة الغريبة نحو الابتعاد عن البشر والنزوع نحو خلق عالم صغير لكل واحد منا، لأننا كنا نعيش في أسرة كبيرة قبل القرن الحالي حيث كانت الظروف أقسى وأسوأ مما هي عليه حاليا.
إن شيئا ما تغير فينا يا سادة، وما زلت أذكر حوارا لي مع أحد القضاة حيث اشتكى لي من كثرة قضايا النزاعات وكيف أصبح الناس لا يتحمل بعضهم بعضا، ويلجأون للقضاء على أتفه الأمور، فقلت له ضاحكا: أظن أن سبب ذلك هو في ضيق المجال الذي يسكنون فيه، فصغر حجم البيوت والحجرات انعكس بشكل كبير على نفسيتنا، وانتقل هذا الضيق المكاني إلى ضيق داخلي نستغل أصغر فرصة للتنفيس عنه ومحاولة إخراجه، فحين كنا نعيش في بيوت واسعة وأسرة كبيرة كنا نحس بالوسع في نفوسنا، وكنا مع ذلك نتعلم الصبر ونتقبل الاختلاف أيضا لأن كبر حجم الأسرة كان يحتم علينا تقبل الآراء الكثيرة، أما وقد ابتعدنا على بعضنا وانعزلنا في شقق هي أقرب للعلب، فقد أصبحنا لا نسمع إلا صوتنا ولا نرى إلا وجوهنا. تبسم القاضي وقال: هل تعلم أن الرسول الكريم قد أشار إلى ما ذكرت في حديث شريف حين قال عليه الصلاة والسلام: "مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ".  قلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بعد هذا الحديث كلام.

وعلى المودة نلتقي.
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير. 


توقيع: أحمد لزعر التسولي                       

  

التوائل 01



بسم الله وعلى بركة الله و بعدما استمتعنا طيلة شهر رمضان بابداعات الاستاذ لزعر التسولي أحمد مع ذكريات عمي بوشتى نعود لاتمام هذا المسلسل الجميل ونتمنى من الله التوفيق من خلال هذه المساهمة البسيطة .
سالا عمي بوشتى الصيف ديالو وجا وقت التوقاف دالتبن وعقد على عياد ولد عمو البشير وعلى علال جارو وحميدة بن السي علي جارو وعمي امحمد والفقير الحوسين دعامر باش يعاونوه فالتوقاف دالتبن حيت هاد العام الناس كاملة صيفت وكانت الصابة تبارك الله مزيانة . عمي بوشتى دخل صحفة ونص دالقماح وصحفة دالشعير وخمس مدود دالفول وموداين دالحمص وشي بركة دالعدس ، المهم اسيادنا تجمعو العباد مور العاصر ولقاو توازة ، على نغمات طياب العينب ، ها دي ايزيد التبن بالمدرة للوص دالنادر ها دي واقف فوق التبن ايدكن برجلاه ، وعياد قابط حاد القصبة طويلة ايقادد بيها الجناب دالنادر و عمي امحمد ايلقي الجريد على النادر واحميدة وعمي بوشتى ايوقفو السهوما دالصابرة مع الجناب و حمو ايدور التكليسة دالنادر بالسدرة باش ما يمشيو ليلا البهايم و الفقير الحوسين ايدور بيها السلك ويطاشي بحاد اللقاط وكلشي ايصلي على النبي والصافية قابطة التيريفو و ادصور قلك مشي تسيفط التصاور للمجموعة باش كلشي يعرف كيفاش التسول ايوقفو التبن ودادة حادة غابرة فالنوالة ادوجدلم خرينكو والمفروق وحدهوم ودادا فاطنة ايصغبو الطعام باش مشي يلقيواه بداك الحليب دي جمعو فالصباح من الدار دحميدة وعلال حيت هوما دي عندم لبقار .
الحاصول وما فيه كملت النادر بقى خاص غي داك القبوزة فالراس بقاو ايعاينو عبسلام هو دي مشي يصغبا حيت هو معلم ماصو وايخدم فوجدة . جابلم عمي بوشتى القهوة واتاي وخرينكو والمفروق للنادر تعوفو و رتاحو حاد الشواي و عباهم للدار ودخلم للسطيحة .
السطيحة دعمي بوشتى كانت محنكة ومزرقة مزيان ادشعل . فحاد اغارب كان علقلم عبد الغني العباسي الترفازة زمارتيفي وحاد التصويرة كبيرة دعبسلام واقف فالساحة دسيدي عبد الوهاب فوجدة بالسبردينة رايبوك والدجين والنضاضر ، وفاغارب لاخور عمي بوشتى معلق شي تصاور قدام فيهم جوج دائرات بلخضر والصفر مشى منم اللون ديالم وطحاو باهتين ، الدائرة اللولة فيها ام كلثوم والدائرة الثانية فيها عبد الحليم حافظ وحداهم تصويرة اخرى فيها مولاي عبد القادر الجيلالي واقف وتحت منا بوسطيرا كبيرة دالبارصا جابا حمو من الحد وعلقا تما حيت هو بارصاوي ، وحاد التارازة مزيانة ومزوقة مع الجناب بالصوفة حمرا وشي نواشات هواذين منا وحداها شي شواط دالسبول دلاسايا مصغب بحاد الطريقة عجيبة معلقينو فحاد المسمار .
المهم تجمعو ليشاشرة على حاد الطبلة باقية جديدة وكبيرة عاد شراها عمي بوشتى من الحد مناين عرف بلي سليفتو ماجية عندو من فاس فهاد العطلة ، وحادة لقاتلا حاد الميكا بيطا فيها شلا تصاور دالبتيخ والدلاح والسويهلة والخوخ ، جاب حمو الشلال ، وتعشاو الناس بالطعام والحليب هو اللول وعاد جابلم بوشتى حاد الدك بلدي بالزبيب ونزل معاه العينب وقسمولم كل وحيد عطاه رتشومة ديالو حداه (الرتشومة هي عنقود صغير) ومناين سالاو جابلم حاد الطبسي دالدلاح ، كلاو وسالاو وخسلو يداهم ، ها اللي جبد بشنيخة ينقي بيها طراسو ها اللي جبد طابا ، عمي بوشتى جبد الباكية دكازا وكمى . جا حمو شعلم الترفزة ووركو على الخدادي وبداو يتفرجو .
علال : شاتنا بيها لله يا هادي هي الترفزة وحيد بالاك ، بشحال شريثا أ بوشتى ؟
بوشتى : أودي ما شريتاشاي غي جابا الله
عياد : قلك اسيدي ربحا فداك الهم دي ايقولولو مرجان مناين مشى داك النهار لفاس
عمي امحمد : ايوا لقينا المغريب نتصنتو على الطقس
حمو : ما فيهشاي المغريب هاد الاتجاه راني قالب لهوت برد
عمي امحمد : شني ادقول ؟ الموت دالصهد ونتينا ادقلنا الموت دالبرد .
حمو : هههههههه هوت برد اعمي امحمد موشاي موت دالبرد . هاد هوت برد هو الاتجاه دالمانيا باش انتفرجو فكاس العالم فداك الاداعة د الزدف .
عمي امحمد : خيار . قلي لاقي الاتجاه د النصارى
علال : بعدا والله ايلا يا المغريب يا لعب مزيان غي داك المسخوط دداك بوخواشم دالحكم هو دي ما عطاهمشاي الغلب .
بوشتى : حتى يانا تفرجت والله ايلا زيرو باباهم داك البرتقيز ، داك الزندوح د رولاندو والله ما قاصا ككككل فاين ما ايبغي يقبطا ايجي ليلو داك ولد عطية ايحشلو عكيلة ويجيبو منفوط .
حمو : البرتقيز والسبليون واخا غلبو وgازو جاب الله دي غلبم حتى هوما وجاو فحالم .
الفقير الحوسين : ايوا احييييح فيهم . ربي ما ايوقفشاي مع الغشاشا .
عياد : قلك هاد كاس العالم كل عام ايلقيواه فدولة هاد العام لاقيينو فسوريا
بوشتى : لواه افغانستان . نحوطوك نتينا غي دجيبنا لخبار ، أ روسيا أ الحول موشاي سوريا . هاداك ما بقالا سوريا غي كاس العالم .
الفقير الحوسين : ومعامن مشي يلعب المغريب عاوث ؟
حمو : سالاو المغاربة صافي وقبطو الطيارة وجاو فحالم .
عمي امحمد : ايوا المغاربة هوما دي ادعاينم الناس يلقيو الطايلة ، غي الضيعة دالفلوس وصافي لايلاها الا الله .
عياد : قلي أ بوشتى . ما دبيعليشاي الترفزة لخرا الصغيرة دي عندك ؟
بوشتى : عطيني ربعالاف وعبيها .
عياد : ربعالاف بزاف ، مشي نعطيك خمسطاش لميا ونزيدك الموسجالا ديالي .
بوشتى : انا ما بقى عندي gانا دالموسجالا وزايدون ما بقى حد دابا ايخدم الموسجالة . عطيني تلتالاف والله يربحك .
عياد : هاك ها الفين و ستميا حتى للشهر الماجي ونعطيهالك باراكا عليك ابوشتى .
بوشتى : الله يسخر اسيدي ، والله ما دصيبا بهاد التمان ، راها ترفزة النيمير الوحيد الصورة ديالا ادشعل دقول نتينا المرايا .
حاد الشواي وهي دجي حاد اللقطة ما فيها ما يتشاف ناض كل وحيد ايفافي على صباطو وتمو خارجين هادا ايعفس فهادا . عمي بوشتى نتر البريز دالترفزة بالزربة وناض خرج موراهم ودعم وقلم الله يرحم الوالدين و جر عياد خلاه معاه باش يرجعو هو وعبسلام يكملو النادر يصغبولا القبوزة بالغيس وشواي دالحجار .
طلع عبسلام فوق الراس دالنادر وعياد ايمدلو الحجار وعمي بوشتى ايضويلم بلاتريك . حاد الشواي والتيريفو دعبسلام سرسر . جبدو ولقاه على ودنو .
عبسلام : الو شكون معاي .
الصافية : انا الصافية
عبسلام : شكون الصافية
الصافية : ايولي على شكون الصافية ! الصافية ختك .
عبسلام : مالك شني خصك ؟
الصافية : مشي نقلك حاد الخبار عاد سمعتو دابا
عبسلام : شنيهو هاد الخبار ؟ الله يسمعنا خير
الصافية : سمعت دادا فاطنة ادقول ليما نهار الخميس مشي يجي عبقادر ولدا داك المخازني دي فخريبكة ومشي يمشيو يخطبولو يامنة
عبسلام غي سمع هاد الخبر ما بقاش ايشوف قدامو وجاه بودهوار ويصيب راسو هواد اينكور من فوق النادر ويجي التحت منفوط فوق السدرة هههههههههه
نخليو عمي بوشتى وعياد اينوضو فعبسلام وايشوفو شني طرالو والى اللقاء في الحلقة المقبلة ان شاء الله .
دامت لكم البسمة .


توقيع: عزيز البورقادي

شذرات من حياتي 4



تحياتي أحبابي:
جمعنا حقائبنا وغادرنا السوق متوجهين صوب المجهول وكلي لهفة إلى الغد من أجل أن أثبت لذلك الأبله أن المظاهر خداعة وأن الرجال لا توزن بالميزان ولا تكال بالقفزان.
ركب الرجل بغلته وتبعناه وبعد ساعة ونصف أو ساعتين (لم أعد أذكر بالضبط) من المشي الخفيف وصلنا دوارا في سفح تلة اسمه "عين سخون" دخلنا غرفة الرجل وجلسنا نتحادث، وبعد برهة قصيرة قدم لنا وجبة الغذاء، أكلنا ما كتب الله لنا أكله ثم جلسنا ننتظر قرار الرجل حول من سيبقى معه ومن سيرسله عند أخيه، دخل علينا مرة أخرى وأشار إلى عمي قائلا:
الفلاح: شوف ألمقدم خذ معك هذ التلميذ وهذا وهذا وهذا (وأشار إلى ثلاثة رجال كهول آخرين وكأنه يتعمد أن يرسل لأخيه الرجال الذين يظن أنهم الأضعف) وسيرو مع هذ ولد خويا.
عمي بوجمعة: راه حتى هذ الشاب (وأشار إلى ابن عمي يوسف) ولد خاي ما يمكنش نسمح فيه.
الفلاح: واخا ديه معك وخلي هذ الراجل معنا.
جمعنا حقائبنا وتوجهنا إلى دار قريبة، أدخلنا ذلك الشاب إلى الغرفة وأتى لنا بإبريق شاي وبعض الفواكه الجافة وتركنا وخرج، بعد برهة جاء عندنا رجل حسن المنظر وطلب منا أن ننام قليلا لنرتاح، وأن نعطيه الملابس المتسخة لغسلها، شكرناه على حسن تعامله واستغرق الرجال في نوم عميق أما أنا ففتحت حقيبتي وأخرجت منها مقررات الامتحان الشفوي وشرعت في المراجعة، دخل علينا الرجل مرة أخرى فوجدني عل تلك الحال فتعجب وسألني بلطف.
الرجل: واش باقي كاتقرا أولدي؟
أنا: نعم أعمي الحاج.
الرجل: وفين كاتقرا؟
أنا: فالجامعة ففاس.
الرجل: أودي ما عندي ما يسالك، هذو هوما الرجال وإلا فلا، راهم الدراري لي كايقراو فالجامعة عندنا هنا ما كايرضاوش حتى يهزو الشوكة من الطريق، مناين نتوما فالخوت.
أنا: حنا من التسول ألحاج.
الرجل: مرحبا بكم، التسول معروفين بالرجلة، الله يرضي عليك أولدي.
خرج الرجل وقد أحدثت ردة فعله وطريقة تعامله اللطيفة معي رجة كبيرة في داخلي عكس أخيه تماما.
قبل الغروب قليلا استيقظ عمي بوجمعة والباقين فخرجنا وتوجهنا صوب عين سخون وهي عين غزيرة الماء يبدو من خلال نظافتها واتساع صهاريجها أنها من مخلفات الاستعمار، اقتربنا من المنبع بلطف وحذر نظرا لوجود كم هائل من النساء والبنات اللائي يغسلن الملابس والأغطية بالقرب من العين، شربنا وغسلنا وجوهنا ورجعنا وصعدنا بعض الأحجار الكبيرة وجلسنا نتحادث، قبل آذان المغرب توجهنا صوب المسجد وبعد أن أدينا الصلاة جلست مع الإمام لقراءة الحزب الراتب، استغرب الرجل هذا الأمر وجلس معنا حتى أتممنا القراءة ثم توجهنا للبيت، قدم لنا الشاي ثم وجبة العشاء، جلسنا ننتظر آذان صلاة العشاء، فلما أذنت قدمني عمي بوجمعة للصلاة جماعة، ثم استلقى كل واحد منا في مكانه وأطفئ السراج، سمعت شخير الرفقة ولكن النوم هرب من عيني تلك الليلة، فلم أكن متعودا على الرقاد في ذلك الوقت المتقدم من الليل، بقيت أتقلب في مكاني ثم أغمضت عيني لأفتحهما على صوت الرجل وهو يوقظنا لتناول وجبة الإفطار أو بالأحرى وجبة السحور فقد كانت الساعة تشير للثانية والنصف صباحا، استغربت هذا الأمر ولكن حين رأيت أصحابي يلملمون حاجياتهم ويغيرون ثيابهم عرفت بأن هذا هو العرف المتبع في هذا العمل، أتى لنا الرجل بإبريق من القهوة السوداء وبعض الزيت والزيتون مع خبز شعير ممزوج بدقيق القمح، حاولت أكل ما تيسر ولكن لم أستطع لأن شهيتي كانت مسدودة تماما، رآني الرجل فتبسم وخاطبني:
الرجل: كل أولدي كل شي بركة، راه الفدان بعيد والفطور ديال الصباح غادي يتعطل حتى للتسعود أو العشرة.
أجبته بأني لا أستطيع وبأني غير متوعد على الإفطار أصلا، تبسم وتركني، ثم طلب منا الذهاب مع أخيه الأكبر الذي سيرينا الحقل المراد حصاده، بعد أن انتهى الرجال من الأكل سمعنا آذان الصبح، فصليناه جماعة ثم خرجنا قاصدين الحقل، التقينا مع الخمسة من أصحابنا يرافقهم الفلاح الأول ومشينا لأكثر من ساعة، فلما وصلنا المكان المنشود وجدنا حقلا من الشعير الممتاز، بين لنا الأخ الأكبر حدوده وأمرنا بأن نشرع في الحصاد. اجتمعنا مع عمي بوجمعة الذي وضع كل واحد منا في مكانه قائلا:
عمي بوجمعة: شوفو أليشاشرا أنا ماشي نشد السلطنة وحدايا يوسف وأحمد فالوسط وحداه الغازي ومحمد فالحمارة.
أطعنا أمره ثم شرعنا في العمل.
ترك الأخ الأكبر حقله ووقف خلفي ينظر متعجبا إلى هذا الشاب النظيف الذي يلبس قميصا قصيرا بلا أكمام ولا يضع تبانتة عل صدره كالبقية، رأيته يرمقني بنظراته فانهمكت بعملي بشكل عادي دون ان أتحمس أو أبذل جهدا أكبر لأني كنت أعرف أن اليوم الأول يكون صعبا جدا خاصة على الرسغ والكف، فلو اجتهد الفلاح في العمل وبالأخص في الساعات الأولى فإنه سيكون معرضا للإصابة في هاتين المنطقتين بالضبط (يعبر الفلاحون عن حالة فك الرسغ ب "فلان طاحتلو الفريخة" وبالإصابة في الكف ب"فلان يدو تحل") بقي الرجل معنا يراقبني بصمت وصبر، وهو يلاحظ الفرق بيننا وبين الفلاحين الذين اختارهم حيث تجاوزناهم بكثير وحصدنا ضعف ما حصدوه تقريبا، حوالي الساعة العاشرة جاء لنا الابن البكر بوجبتي الفطور والغذاء مجتمعتين، تناولنا الأولى ووضع الثانية فوق نار خفيفة جدا صادرة عن قنينة غاز صغيرة تحت ظل شجرة زيتون لتحتفظ بحرارتها، ظل الأخ الأكبر معنا اليوم كله، فلما بلغت الساعة الخامسة رفعنا "معروف" ثم جلسنا نستريح قليلا، تقدم الرجل نحوي وأمسك رأسي وقبل جبهتي وقال لي:
الرجل: سمحلي أولدي حقرتك والرجال ما كايتحقروش، راه هذ الناس هوما لي خرجو فوجهك، ماشي نتا لي خرجتي فوجههم، هذو هوما الرجال وإيلا فلا، والله يرحم من رباك.
أحسست بإحساس غريب يسري في داخلي، ولم أستطع الرد عليه سوى بابتسامة تخفي من التشفي أكثر مما تخفيه من فخر، رجعنا إلى البيت فوجدنا الخبر قد سبقنا إلى الدوار بأكمله لأني رأيت بعض الشباب ينظرون إلي ويتهامسون فيما بينهم.
ما أن دخلت الغرفة حتى وجدت ثيابي مطوية ومرتبة بلمسة أنثوية واضحة، دخل علينا صاحب البيت وأظهر لنا ولي شخصيا من الترحيب والإكرام ما تعجبت له، بقينا عنده في أحسن حال مدة اثنا عشر يوما لا يكدرها سوى الاستيقاظ الباكر، فلما اراد تسليمنا مستحقاتنا جذبني عنده جذبة خفيفة ودس ثلاث ورقات من فئة مائة درهم في جيبي وقال لي بصوت خافت: هذي هدية مني لك زيادة على الفلوس ديالك، نتا راجل وهاكذا نبغيك، سير الله ينجحك ويبلغك المقصود.
ظل صدى كلماته يرن في أذني وأحسست بفخر لم أشعر به قبل ذلك. فقبلت يده وشكرته وقفلنا راجعين إلى ديارنا. وهنا ستبدأ تجربة حصاد ثانية في قبيلة الحياينة أتركها لحلقات مقبلة بحول الله.
وعلى المودة نلتقي.
مع خالص الود ويانع الورد.

توقيع: أحمد لزعر التسولي

شذرات من حياتي 3



تحياتي أحبابي:
بعد وصولنا إلى مركز خميس سيدي عبد الجليل اخترنا مكانا ظليلا على الرصيف بين السوق الأسبوعي وأشجار الكالبتوس الفارعة، توسد بعضنا حقيبته واستسلم لنوم عميق لم يكن يكدر صفوه إلا مرور بعض الشاحنات والسيارات المهترئة التي تصدر أصواتا كأنها أبواق القيامة، وتنفث من الدخان ما هو كفيل بتلويث رئة سليمة في دقائق، بقينا على تلك الحال إلى ما بعد العصر، كل واحد منا غارق في تفكيره لا نكلم بعضنا إلا لماما، سرحت بذهني في هذا الوضع وهاته الحال التي كنت فيها، وبدأت أخمن كيف سيكون يوم الغد، هل سيحمل لنا جديدا أم سيكون كسابقه. مع اقتراب غروب الشمس وشروع التجار في وضع القياطين على أرضية السوق، أقبل علينا عمي بوجمعة وطلب منا مبلغ عشرة دراهم للفرد، خمسة منها لتحضير وجبة العشاء، وخمسة لصاحب القيطون الذي سنبيت عنده، أدخل كل واحد منا يده في جيبه وأخرج المطلوب ومن لم يكن معه شيء اقترض من صاحبه. جمع المقدم المبلغ واتجه صوب صاحب قيطون يبدو أن له به معرفة سابقة، بعد نصف ساعة تقريبا عاد إلينا وطالبنا بالالتحاق بالقيطون قصد حجز أماكننا قبل أن يمتلئ بالرواد، ذهبنا مسرعين وكل واحد يأمل في أن يجد مكانا مستويا ليست فيه حجارة أو ما يكدر صفو ليلته، حجز كل واحد منا مكانه ووضع فيه حقيبته ليبعد عنه المتطفلين، وانخرط الجميع في تحضير وجبة العشاء التي كانت مكونة من بعض قطع الخضر المطبوخة ببعض الزيت والتوابل، تركت الرفقة وتوجهت إلى المقهى لمشاهدة مباراة نهاية عصبة الأبطال الأوروبية التي كانت تنقلها القناة الثانية آنذاك، وكانت هاته المباراة تجمع فريقي ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وهما الفريقان المفضلان لدي ، وإن كنت أميل أكثر لفريق يوفنتوس الذي كان متربعا على عرش الكرة الإيطالية والأوروبية في تلك الفترة، انتهت المقابلة بفوز ريال مدريد بهدف لصفر، وتوجهت إلى القيطون فوجدت الرفقة قد تناولوا عشاءهم، ومنهم من استغرق في نوم عميق في حين يستمتع بعضهم الآخر بنفث دخان سيجارة من النوع الرديء، أكلت ما فضل عنهم وغسلت الأواني وتوجهت إلى مكاني فوجدت رجلا كهلا قد أغار عليه واحتله، لم أرد أن أدخل معه في خلاف لكبر سنه، أخذت حقيبتي وبقيت أجول بناظري لعلي أجد مكانا شاغرا أستلقي فيه، كان القيطون شبه ممتلئ ولم أجد إلا حيزا ضيقا لم أنتبه إلى وجود ثقب واسع في القيطون فوقه، استلقيت فيه ووضعت قبعة فلاحية على وجهي ونمت، ما إن عسعس الليل واقترب الصبح أن يتنفس حتى وجدتني أرتجف من البرد وقد ابتلت وزرتي (الجاكيطة) _الرقيقة أصلا- بالندى، ولم أستطع التحكم في أسناني التي كانت تصطك بشدة يسمع صوتها بوضوح، لملمت نفسي وخرجت من القيطون متوجها صوب رجل يحضر فطور الصباح المبكر للزبائن من الفلاحين الذين يريدون بيع مواشيهم، طلبت كأسا من القهوة بالحليب وقطعة من خبز السميد (الحرشة) مع بيضتين مسلوقتين، أكلت كل ذلك ببطء شديد لعله يخفف عني وطأة البرد ويشعرني ببعض الدفء، للأسف لم ينفع كل ذلك فما كان مني إلا أن بدأت بالركض خارج السوق جيئة وذهابا، بقيت على هاته الحال لساعة ونصف تقريبا إلى أن اقترب موعد شروق الشمس، فتوجهت صوب القيطون ووجدت الرجال قد استفاقوا وأخذوا حقائبهم متوجهين صوب الموقف، أخذنا حيزا قرب سور السوق وتجمع الشمل للحديث والتشاور في مآل هذا اليوم، أما أنا فابتعدت عنهم وجلست في مكان مشمس أستمد منه بعض الحرارة، ويشهد الله أنني كنت أحس بأشعة الشمس تخترق الجلد واللحم لتصل للعظم، لأني أحسست بكمية من البرد سكنت عظامي في تلك الليلة لم أشعر بها من قبل ولا من بعد، بقيت على تلك الحال حتى الساعة العاشرة صباحا، بعدها بدأت أشعر ببعض الدفء يسري في عروقي، ولم تعد أسناني تصطك وعظامي ترتجف، جمعت قواي والتحقت بالزمرة فوجدت عمي بوجمعة يفاوض أحد الفلاحين الأمازيغ على السعر اليومي، بعد برهة اتفقا على مبلغ 60 درهما لليوم، طلب الرجل من عمي بوجمعة تعيين العشرة حصادين الذين سيرافقونه، أشار المقدم إلينا، بدأ الرجل في العد وتوجه بوجهه صوب عمي بوجمعة:
الفلاح: هاذو غير تسعود ألمقدم، ياك أنا قلت لك خاصني عشرة، خمسة يمشيو معي وخمسة يمشيو عند خويا. 
عمي بوجمعة: كا حسبتني حتى أنا كا لا؟ راحنا عشرة غي حسب مزيان.
عاود الفلاح العد مشيرا لكل واحد بيده إلى أن وصل إلي فتجاوزني ولم يدخلني في العد، اقترب مني عمي بوجمعة وقال له:
عمي بوجمعة: شفتك نسيث هذا، راه حتى هو معنا.
الفلاح: كيفاش؟ واش حتى الولد معكم؟
عمي بوجمعة: آه راه هذاك ولد خاي.
اقترب الفلاح مني وأمسك كفي ومرر عليه أصابعه وقال:
الفلاح: شوف ألمقدم أنا طلبت منك عشرة دالفلاحة، ماشي تلاميذ دالمدرسة، هذا يديه روطبين وما يصلحشاي يمشي معنا.
عمي بوجمعة ضاحكا: راك ما عارف والو ألحاج، شفتي هذا راه حسن منا كاملين، بلا ما تحقرو.
الفلاح: لا ألمقدم غي شوف لي شي واحد خور يخرج فبلاصتو الله يرضي عليك، هذا راه ما صالحش.
عمي بوجمعة: شوف ألحاج، هذاك راه ولد خاي وإيلا ما مشاشاي معنا حتى حنا ما ماشيينش.
وافق البقية على هذا الشرط ووضعوا الفلاح بين خيارين إما أن يقبل بي وإما أن يختار عشرة آخرين من الموقف، بقي الرجل متسمرا في مكانه وتوجه نحوي قائلا.
الفلاح: شوف أولدي، ماشي تمشي معنا غير على وجه هذ الفلاحة، أما نتا فباينة عليك ماشي ديال الخدمة دالزرع.
تبسمت في وجهه وشكرته رغم أنني كنت أحس في داخلي ببركان من الغيظ يكاد ينفجر في وجهه، لأنني لم أستسغ طريقته المهينة في التعامل معي، ولكن وجود عمي بوجمعة كان كافيا بأن يجعلني أكتم غضبي، لأننا تربينا على احترام الأعمام مهما حصل أو جرى بحضورهم.
جمعنا حقائبنا وغادرنا السوق متوجهين صوب المجهول وكلي لهفة إلى الغد من أجل أن أثبت لذلك الأبله أن المظاهر خداعة وأن الرجال لا توزن بالميزان ولا تكال بالقفزان.
أعتذر على الإطالة وموعدنا في بيت الرجل الذي سيهينني هناك مرة أخرى وإن كان وقع الإهانة أخف وطئا هاته المرة.
وعلى المودة نلتقي.
مع خالص الود ويانع الورد.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

الوصايا البوشتوية



كيف شوفنا قبل حمو مشى يشول .مناين رجع سقساه عمي بوشتى كيف gوز داك الليامات.
عمي بوشتى
اوا قلي اوليدي كيف
gوزت ايامك مع داك الراجل دكنت عندو ؟
حمو : غا سكث ابابا ، داك الراجل قالك فقيه وحافظ ستين حزب وليني ايفضل الدنيا على الاخرة .
عمي بوشتى : بحالاش اوليدي؟
حمو : كنا انكونو فالفدان وماشيين مزيان فالخدمة وايوصل وقت الصلا ، انقولو الفقيه خليني نمشي نصلي ايقولي لاهناشي قلاك دمشي دصلي ، كالصلا ماشي دتازغ. وينوض فينا الروعة : لاهناشيو اليشاشرا... وما ايطلقنا حتى للعصر.
عمي بوشتى : عندو الحق هو ايخلصك على الحصاد ولا على الصلا .اوا وشني دخلاك رجعت قبل الناس دمشاو معاك ؟
حمو : ياودي وقعتلي حالواقعة : مناين وصلنا نزلت الموزيط ديالي فالدكانة ونسيتو وكيف عارف ماعندوش السرسارا الحوايج كانو خارجين منو جات حالهروية وجرت سروالي كلات فيه النص والقمجة رجعاتا بحا الgدوار .ومناين توسخت وبغيت نبدل حوايجي جابلي حالقشابة ديالو وقالي لبس هادي حتى نعطي حوايجك لموالين الدار يصبنوهم .بقيت انبانسي مع راسي ومجبرت قدامي حيلة .لبست القشابا وبقاو الفلاحة ايطحكو عليا .جيت كداك : يوسف يمثل دعاودانا بومعgاف .الراجل قد الساط وانا قد الفلوس ووو
عمي بوشتى بقا ايطحك على حمو وقالو: باينة بقيت مدرق مور شي حجرة حتى gبسو حوايجك .عارفك ما ادفكرش .
حمو : وشني ماشي نلقي ؟
عمي بوشتى : اوليدي الى بغيت دولي راجل خاصك ديما دكون على بال ودصبر ودعري على كتافك ودبين حنة يداك كيف ايقولو وكون سبع ماشي ضبع .لا دكونشي من الناس دما ايقدوشي يبعدو من الدار .الى مشيت غا للحد درجع ودقولنا توحشت يما .
لا يكونشي قلبك رهيف ويدك خفيف وفاك ايتسد بالسيف. كون راجل ونص ولد بوشتى د لحاج حمو
حمو : ابابا ها حنا انتعلمو شواي بشواي .
عمي بوشتى : هاد الشي كولو وخاصك دكون مصواب ولسانك حلو . وبحا دانقولو دكون موس ماضي من جوج دجيهات .
حمو حنا راسو وسكت .بقا عمي بوشتى ايقريه وهو ايسمع باش حتى واحد ما يgوزا عليه . والى قصة حموية وبوشتوية اخرى.
وعلى المودة نلتقي.
------------_--------------------_-------------------------

توقيع: محمد البورقادي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع
Twitter Facebook Digg