تعديل

lundi 22 janvier 2018

طرائف تسولية.

عمي محامدين بومعاز أنسأ الله في عمره من أكثر الرجال الذين عرفتهم ذكاء وفطنة وسرعة بديهة، وقد أتاه الله من القبول ما يحلم بنصفه الكثيرون، بحيث إذا تكلم في مجمع أصغت الآذان وخرست الألسنة.
 
ومن طرائفه حفظه الله أن أحد أبنائه اسمه امحمد كان مبتلى بالتدخين، ولكن لم يكن يدخن بحضور والديه على عادة شباب البادية، وذات ليلة من ليالي رمضان الباردة وبعد أن تناول الشاب ما أطفأ به جوعه وعطشه، خرج ليمارس عادته القبيحة، فقام بإشعال سيجارته بعد أن أسند ظهره لشجرة زيتون صغيرة، ظانا أن عمي محمادين لم يتفطن لصنيعه، وبينما الشاب غارق في الانتشاء إذ به يقفز من مكانه  مرعوبا يرتعد من البرد، فقد قام الوالد بصب سطل من الماء البارد على رأس ابنه وجسده. وحين صاح الابن "وا با شني أدلقي شني؟" أجابه عمي محامدين بكل هدوء والابتسامة تعلو محياه "أوليدي أنا غي شفت الدخان طالع منك، يسحابني نايضة فيك العافية وبغيت نطفيك، صافي". فاستحيى الشاب ولم يعد للتدخين بعدها أبدا.
هذه هي تربية أهل البادية الذين لم يدرسوا في كليات علوم التربية.
الله يحفظك يا عمي محمادين ويطول فعمرك.

آمين.

توقيع أحمد لزعر التسولي.

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg