تعديل

lundi 22 janvier 2018

الحاكوز في التراث التسولي

الحاكوز هي مناسبة من اﻷعراف و التقاليد المرتبطة ببداية السنة الفلاحية و من أهم التقاليد المرتبطة بها تجهيز خبزة الحاكوزة للفطور و هي عبارة عن خبز محلى و مدهون بالبيض ليصبح لونه محمر و عجينه مخلوط بالنافع و مرشوش بالجلجلان أو السمسم و يسمى هذا الخبز عند سكان نواحي تازة بالقراشل و الذي يزين بغرس قطع من الفواكه الجافة و باﻷخص التمر و التين و الزبيب و اللوز يحبه الأطفال كثيرا و ترمز خبزة القراشل للأرض بينما ترمز الفواكه الجافة المغروسة فيه للثمار التي تعطيها اﻷرض - اﻷم - و في يوم الحاكوز تزين مائدة الفطور بكل ما لذا و طاب من أكل تتقدمهم الحاكوزة المصحوبة بأبريق الشاي المنعنع و إبريق القهوة و أنواع مختلفة من الحلويات المنزلية و على رأسهم مسكوتة (كيكية) و حلوة الغريبة و الفقاص و صحون العسل و الزيت و مربى المشمش و اللوز البلدي و الكاوكاو - الفول السوداني - بعد اﻹنتهاء من الفطور يخرج اﻷطفال بسرعة لﻹنضمام ﻷقرانهم للقيام بعادة تغنجة و التي تنطلق من باب المسجد بترديد أهازيج خاصة بالمناسبة يطلبون فيها المطر و هم يتجولون بين بيوت و من اﻷهازيج التي تردد بالمناسبة: "أشتا تا تا أوليدات الحراتة يا المعلم بوزكري طيب لي خبزي بكري باش نكلو أنا و ولادي..." و " أ فويلة عطشنة سقيها يا مولانا" و " يا ربي عطينا الشتا شي قا شي ما قا" و غيرها من اﻷناشيد و خلال الجولة يقوم الصغار بدق أبواب منازل الجيران و عند الطرق على الباب تردد الفتايات أهزوجة الحاكوز : حاكوزة حاكوزة أ ميمتي العجوزة عطيني حاكوزتي ولا نرييش شكوكتي في هذه اللحظة تفتح ربة البيت الباب و ترش اﻷطفال ببعض الماء الذي يرمز للمطر و تعطيهم قطع من السكر (سكر القالب) و البيض البلدي المسلوق و خبز الحاكوز المرصع بالفواكه الجافة و قطع نقدية في رمزية للعطاء و الكرم المعروف على أهل البيت و بعد اﻹنتهاء من الجولة يقتسم الصغار ما جاد عليهم به الكبار من خير و يرجعون إلى منازلهم فرحين بما جنوه بعد ذلك تتجتمع العائلة من جديد على المائدة بعد عودة الكبار من المسجد لتناول وجبة الغداء التي في الغالب تكون متكونة من التريد الذي يجهز بأوراق العجين المطبوخ بطريقة تقليدية خاصة على مرحلتين اﻷولى بترقيق العجين باليد على شكل أوراق دائرية و وضعها على أسفل آنية تقليدية تسمى الفراح أو القدرة و هي من الطين أسفلها أملس، تشعل النار داخلها و هي مقلوبة ثم تدهن بالزيت بعد ذلك توضع أوراق العجين عليها بالتوالي حتى تنضج و بعد أن تنضج كل أوراق العجين تأتي المرحلة الثانية و التي يتم فيها تمزيق أوراق العجين المسماة بالتريد باليد إلى قطع دات أشكال عشوائية و وضعها في الكسكاس ليتم تفويرها حتى تنضج في الوقت الذي يكون فيه المرق الذي سيتم به تسقية التريد يطبخ داخل البرمة و هو مرق خاص لا يحتوي على أي نوع من الخضر غير البصل مع الدجاج البلدي أو الحمام و التوابل بي بينما تقوم العائلات الفقيرة بتعويض التريد بالرفيسة التي تكون مشابهة للتريد في كل شيء إلا أوراق التريد فإنها تعوض بالخبز اليابس الذي يجمع للمناسبة و يتم تفويره في الكسكاس كما يفور التريد و مرقه نفس المرق و لا ننسى أن كل العائلات تبعث قصعة من التريد أو الرفيسة أو الكسكس للمسجد لعابري السبيل و كل هذه الطقوس ترمز في مجملها للكرم و العطاء و التألف المجتمعي بين كل أهل البلد و هذا الطقس أو أي طقس آخر كيفما كان لا يعتبر حرام شرعا إلا إذا كان يمارس بنية التعبد أو يتم فيه طلب شيء من غير الله أما إن كان بغرض صلة الرحم و تكافل فإنه مستحب لتوطيد أواصر الترابط اﻹجتماعي بين العوائل و أبنائهم و هذا ما أصبحنا نفتقده كثيرا بعد إضمحلال مثل هذه العادات و التقاليد الجميلة.
بحت بسيط ممن سبقني في الكتابة في هدا الموضوع اتمنى ان يروقكم

توقيع سهام لعليلي



الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg