تعديل

lundi 22 janvier 2018

البنية الصوتية للغة التسولية : نبذة مختصرة.


الجزء الأول.
تتكون اللغة التداولية عامة من مكونين أساسين الحرف أو ما يسميه اللسانيون الفونيم وهو أصغر وحدة لغوية ممكنة، ثم الكلمة أو المورفيم وهي وحدة لغوية مكونة من اجتماع حرفين أو أكثر من الحروف (الفونيمات) في نسق معروف متداول على شاكلة محددة يجتنب فيها التنافر او اجتماع الحروف ذات المخارج المشتركة، حيت يستحيل في اللغة العربية مثلا أن تجد كلمة مكونة من حرفي الحاء والهاء أو الخاء والغين (هاته القاعدة لا يمكن تطبيقها على اللغات العامية، فمثلا في لغتنا التسولية يمكن الجمع بين حرفي الهاء والحاء في كلمة "هح" وهي كلمة تقال للتشفي "وتبريد الغدايد" كما يقال).
ولا أريد أن أفصل الكلام في مثل هاته الأمور ذات الصبغة العلمية وسأتركها لمكانها في البحث، وسأذهب مباشرة إلى الحديث عن الحروف المستخدمة في اللغة التسولية معتمدا في ذلك على المعجم العربي ومبرزا الاختلاف أو التطور الذي طرأ على بعضها والأصل في ذلك علما بأن اللغة التسولية لا يوجد فيها حرفا الذال والظاء في حين تتميز بزيادة حروف أخرى سأذكرها في مكانها:
1- حرف الألف أو الهمزة وهو الحرف الذي يستخدم كثيرا في اللغة التسولية، حيث يعتبر فاتحة جميع أفعال ضمير المتكلم للإخبار عن الفعل الآني/المضارع أو الماضي وهي خاصية ربما تنفرد بها القبيلة داخل المملكة كلها مثال ذلك : "علي أياكل الخبز"، أو "علي كان أيحفر البير" (في باقي المناطق يستعملون حرفي الكاف أو التاء عوض الألف) ولعل سبب استعمال هذا الحرف في القبيلة راجع إلى تأثرها باللغة الأمازيغية التي يكثر الابتداء فيها بالألف خصوصا في الأسماء المذكرة "أسردون، أقموم، إمزوغن، أغيور .....".
2- حرف الباء هو نفسه المستخدم في اللغة التسولية إلا أنها تتميز بزيادة حرف مولد عنه وهو حرف " P" في اللغة اللاتينية، ولكن عندما بحثت عن الاستعمالات الخاصة بهذا الحرف الزائد لم أجد لها وجودا عند البالغين، وكل ما استطعت الوصول إليه هو كلمتين يستعملهما الأطفال، الأولى: « PAPA » للتعبير عن الخبز "بابا" (بثلاث نقط) والثانية « NIPA » "نيبا" أو (« PAPAY » كما يطلق عليها في بعض المناطق) وهي اللعبة المعروفة في اللغة العربية ب "الحجلة".
3- حرف الثاء بخلاف استعماله العربي والذي يأتي في أوائل الكلمات ووسطها وآخرها لا نكاد نجد له استعمالا إلا في نهاية الكلمات والأفعال الماضية المؤنثة "فاطمة خرجث لبرا" "حادة نشرث الزرع" وكذا في خواتم الجموع المؤنثة "فلان علف البغلاث، فلانة دخلث البقراث، فلان فيه بلعة دلفاهاماث...." أما بخصوص الاستعمال المفرد فلم أجد له وجودا إلا في بعض الأسماء كالمحراث مثلا، كما وجدته يتوسط الكلمة في لفظ واحد وهو "المكثر" الذي هو جزء من أجزاء المحراث التقليدي، وتبتدئ به كلمة واحدة أيضا وهي الثلث. وتجدر الإشارة إلى أن التسوليين كثيرا ما ينطقون الثاء تاء خصوصا إذا كانت في أوائل الكلمات فيقولون مثلا "التومة" عوض "الثوم" و "التريد" عوض "الثريد" ...

نكتفي بهذا القدر مع الوعد بالعودة لتتمة هذا الموضوع في منشورات قادمة بحول الله.

توقيع  أحمد لزعر التسولي.

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

3 commentaires:

حياك الله السي احمد الله يعطيك الصحة

ابدعت سي احمد حيااك الله

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg