تعديل

mardi 3 avril 2018

قبيلة التسول في بعض المصادر التاريخية والجغرافية 01.


سأحاول جمع ما تفرق في المصادر القديمة التي ذكرت قبيلة التسول لعلنا نخرج في النهاية بتعريف شامل وواضح عن هاته المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا.
إلى جانب المراجع الغربية التي ذكرت قبيلة التسول ورسمت حدودها وقسمتها إلى مجموعة من العشائر (بني فضيل، بني ورطناج وبني لنت) وجدت أن هاته القبيلة قد ذكرت في مصادر سابقة عربية تاريخية وجغرافية قديمة.
ففي معجم البلدان لأبي عبيد البكري الأندلس، أكبر جغرافي أنجبته الأندلس والمتوفى سنة 486 هجرية نجد هاته الإشارة في حديثه عن الطريق من مدينة فاس إلى مدينة القيروان، يقول: "أوّل ما تخرج من فاس على باب الفتوح من عدوة الأندلسيّين إلى مرج ابن هشام إلى وادي سبو، وهو على نحو أربعة أميال من فاس، عليه قرى كثيرة. ثمّ تسير منه إلى موضع يعرف بعقبة البقر إلى خندق الفول لمكناسة، وفي قرى متّصلة وعمارات غير منفصلة وأنهار كثيرة لأزداجة وغيرها، إلى قلعة جرماط، وكانت معقل أبي منقذ بن موسى بن أبي العافية، وكان بها جامع وأسواق وحمّام، وفي الجوف منها على عشرة أميال مدينة تسول المعروفة بعين إسحاق قاعدة موسى بن أبي العافية، وكانت على ثلاثة أجبل. وبها جامع وأسواق وحمّام وعين عذبة، بنى عليها موسى قبّة فخربها ميسور القائد الشيعي" ولعله أقدم مصدر يذكر مدينة تسول عوض قبيلة تسول (بدون ألف ولام التعريف) وبذلك يمكن أن نقول بأن "تسول" كانت في بادئ الأمر مدينة آهلة قبل أن تتحول فيما بعد إلى قبيلة شاسعة الأطراف.
أما ابن خلدون فيذكر في فصل من كتابه سماه " الخبر عن دولة بني أبي العافية ملوك تسولمن مكناسة وأولية أمرهم وتصاريف أحوالهم" "كان مكناسة الظواعن من أهل مواطن ملويّة وكرسيف ومليلة وما إليها من التلول بنواحي تازا وتسول والكل يرجعون في رياستهم إلى بني أبي باسل بن أبي الضحّاك ابن أبي نزّول" ويظهر لنا من هذا الكلام أن تسول قد أصبحت في هذا الوقت من الزمن منطقة كبيرة واسعة ولم تعد تلك المدينة الصغيرة التي كانت مركزا لابن أبي العافية قاهر الأدارسة وصاحب الملك على بلاد المغرب لفترة من الزمن.
وفي كتاب الاستقصا للناصري نجد هذا الكلام "ثمَّ إِن حميدا بَيت مُوسَى (يقصد ابن أبي العافية) لَيْلَة فَضرب فِي عسكره فَانْهَزَمَ مُوسَى وَأَصْحَابه وَمضى إِلَى عين إِسْحَاق من بِلَاد تسول فتحصن بهَا، وَتقدم حميد إِلَى فاس فَلَمَّا شارفها فرعنها مَدين بن مُوسَى وَلحق بِأَبِيهِ فَدَخلَهَا حميد وَاسْتعْمل عَلَيْهَا حَامِد بن حمدَان الْهَمدَانِي وَكَانَ فِي جملَته ثمَّ عَاد إِلَى إفريقية وَقد قضى إربه من الْمغرب وَكَانَ ذَلِك سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة، َلما اتَّصل ببني إِدْرِيس المحصورين بِحجر النسْر خبر هزيمَة مُوسَى بن أبي الْعَافِيَة وفرار ابْنه عَن فاس وَولَايَة حَامِد بن حمدَان عَلَيْهَا قويت نُفُوسهم، وتظاهروا على أبي الْفَتْح التسولي (1) فنزلوا إِلَيْهِ وقاتلوه وهزموه ونهبوا مُعَسْكَره وَخَرجُوا إِلَى الفضاء بعد انحصارهم بالقلعة الْمَذْكُورَة أَربع سِنِين" ويظهر من كلامه 'بلاد تسول' وجعله عين إسحاق موضعا فقط من مواضع هاته البلاد مدى التوسع الذي عرفته هاته المنطقة بسبب سلطة ابن أبي العافية وقوته ولعل الفضل كله يرجع إلى هاته الشخصية التاريخية في توسع القبيلة وازدهارها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
يذكر البكري أن القائد الذي خلفه ابن أبي العافية حارسا على الأدارسة المحاصرين اسمه أبو قمح "واستولى موسى بن أبي العافية على جميع المغرب وأجلى آل إدريس أجمعين عن مواضعهم وانحاشوا عن البلد، وسار جميعهم في حجر النسر مقهورين، .... فلاذ عنهم بعسكره وتخلّف لمراقبتهم ومنعهم من التصرّف قائدا جليلا كان عنده يكنّى أبا قمح"، ويبدو أنه قد وقع تحريف في الكلمة والصحيح ما أورده الناصري.
وعلى المودة نلتقي.
مع خالص الود ويانع الورد.
ملحوظة: ورد علي سؤال من طرف الأخت الفاضلة حفيظة شرف تستفسر فيه عن أصول عشائر قبيلة التسول وهل يرجعون فعلا إلى أصل يهودي لأم اسمها بنت ليث، فأقول من الجواب:
أولا: اليهود كانوا معروفين ومنتشرين في المغرب قبل دخول الإسلام إليه بقرون، ولذلك لا يستطيع أحد أن ينكر تأثيرهم على البنية البشرية للمجتمع المغربي.
ثانيا: يصعب بل ويستحيل أن نقول بأن كل العشائر التسولية ترجع أصولها إلى أم يهودية وذلك لأمرين: أولهما أننا كمسلمين نرد أصل الانتماء للأب وليس للأم. وثانيهما: وجود مجموعة من العائلات الكبيرة بالقبيلة يرجع أصلها إلى الشرق إما الجزائر أو غيرها من البلدان العربية.
ثالثا: الموقع الجغرافي المتميز لهاته القبيلة والتي تقع في صلب ما يعرف بفج تازة وهو الممر الرئيسي للتوغل في داخل المغرب جعلها مركزا لاستقرار الكثير من العشائر والعائلات المختلفة الدين والعرق. ولذلك ففرضية كون كل التسوليين يرجع أصلهم إلى أم يهودية تبقى مجرد تكهنات ورجم بالغيب ليس عليها دليل ولا يعززها برهان.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

2 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg