أكلات محرمة.

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
الجزء الثاني عشر.

سنتحدث في هذا الجزء عن بعض العادات الطعامية التي كانت معروفة عند التسوليين ولكنها انقرضت في هذا العصر، فعندما كنا صغارا كان أباؤنا يحرموننا من مجموعة من الأكلات إما لأسباب عرفية أو لأسباب يرونها صحية ومن هذه الأكلات التي كنا نحرم منها وخاصة في عيد الأضحى: 
11- الكبد: ومعلوم ما يحمله الكبد من مكونات غذائية مهمة وخاصة الحديد ولكن كان آباؤنا يمنعوننا من أكله بسبب أنه ماشي مليح (هذه العبارة كانت تكرر على مسامعنا في كل حين سواء تعلق الأمر بنوع من الأكل أو بالتصرف وتأتي غالبا مرادفة للتأديب أو للنهي عن فعل مذموم).
22- المخ: وقد كانوا يحرمونه علينا بدعوى أنه يورث رائحة الفم القبيحة (كانوا يقولون لنا: ماشي مليح داكل المخ حيت أيخنز الفا) ولا أعرف حقيقة العلاقة بين أكل المخ ورائحة الفم الكريهة. 
3- المصارين:  أغلب الأطفال لا يحبون أكل هذه الأعضاء لأنهم يرون ما يكون فيها من روث قد ينفرهم منها، ولكن حتى لو رغب فيها بعضهم فإنه يجد معارضة ومنعا من طرف والديه متعللين بأنها تسبب دوالي الساقين (les varices). 
4- الرئة: تدخل ايضا ضمن الممنوعات على الأطفال لأنها تسبب ضيق التنفس (الضيقة).
5- الطحال: كان يقال لنا بأن أكله ماشي مليح من غير تبرير منطقي.
66- الكليتين: لم يكن مسموحا لنا بأكل الكليتين وذلك لأن آكلهما سيعاني من بروز ورمين صلبين على شكل قرنين في صدغيه. 
7- البيض المسلوق: كنا نحرم من أكله لأنه شريك المخ في ارتكاب جريمة إفساد رائحة الفم.
88- اللبن والسمك: وهذه العادة ما زالت قائمة لحد الآن بحيث يمنع منعا كليا الجمع بين شرب اللبن وأكل السمك وخصوصا السردين وذلك لأن هذا الجمع يكون سببا في الإصابة بمرض البرص.

هذا ما استطعت تذكره من الأطعمة المحرمة على الأطفال، وأرحب بكل إضافة قد أكون أغفلتها.

على المودة نلتقي.

توقيع: أحمد لزعر التسولي.

تصنيف : التراث الشفهي,الثقافة التسولية