حرف نساء التسول

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
 الجزء الثالث عشر.

أبدى بعض القراء إعجابهم بالمثل: لا راجل بالسكة لا مرا بالركا، أجي ألزلط للركنة وتكا.

وهو مثل يطلق على حالة الكسل وعدم تحمل المسؤولية من طرف الزوجين، حين لا يتقن الزوج أعمال الفلاحة، ولا تعرف الزوجة كيفية نسج الصوف، مما يؤدي بهما إلى الدخول في حالة من العوز والاحتياج.

واختيار كلمة الركا هنا هو اختيار إيقاعي لتماثل كلمة السكة، لأن الركا ليست لها تلك القيمة الكبيرة في عملية غزل الصوف، فهي عبارة عن قصبة مشقوقة توضع فيها القطع المراد غزلها وللتحكم فيها يتم غرز أصلها في الحزام تحت الإبط.

وعلى سبيل الذكرى أريد أن أشير هنا لبعض الأدوات التي كانت مستعملة من طرف النساء التسوليات في عملية النسيج وهي:

الصوف: وهي المكون الرئيسي في عملية الغزل فبعد أن يتم غسلها وتجفيفها جيدا تقوم النساء بمشطها بالمشاط وهو عبارة عن خشبتين رقيقتان ومسطحتان نسبيا، في رأسهما مشطان حديديان على شكل مخالب وهذه العملية تفرز لنا عينتين من الصوف:
11 - غدو: (بسكون الغين ورفع الدال مع المد) وهو الصوف الرفيع الذي يوضع في الركا ثم يغزل بالمغزلة ويستخرج منه القيام.
22 - الصوفة تقرشل بالقرداش، وتغزل بالمغزل لتستخرج منها الطعمة.

المغزلة: عود من الزيتون رقيق مستدق من أعلى غليض قليلا من أسفل، محكم أملس طولها 20 سنتيمتر تقريبا وتثقل في أسفلها بخشبة أسطوانية صغيرة تسمى الثقالة.

المغزل: مثل المغزلة لكنه أطول منها وأغلظ وتوضع في أصله الثقالة أيضا.

القرداش وهناك من يسميه قرشال: وهو قطعتان خشبيتان مربعتان طولهما ما بين العشرين والخمسة وعشرين سنتيمتر، ظاهرهما أملس وباطنهما فيه أسلاك رقيقة قصيرة طولها سنتيمتر أو أكثر قليلا، معقوفة تساعد على التفريق بين شعيرات الصوف.

شبو: قصبة طولها 80 سنتيمتر تقريبا تثقب في أعلاها وأسفلها بشكل مخالف ويجعل في الثقبتين عودان تلف عليهما خيوط القيام.

القيام: خيوط الصوف الرقيقة التي تجمع وتؤلف بين الخيوط الغليضة التي تسمى الطعمة.

السكلة: كتلة القيام المنسوج.

الخلال: مدق حديدي يشبه المشاط ولكنه أثقل، تدق به خيوط الطعمة في المنسج.

أما أنواع الأغطية والألبسة التي كانت تنسج من الصوف فأذكر: البطانيات، والحايك (يسمى أيضا 'الدرس' وفي المثل 'حاول على الدرس يشتي لك' ومعناه ''احتفظ على الحايك لتقضي به فصل الشتاء')، والجلابيب وهي أنواع ( السوسدي، الخلال، رجل الفلوس...)، والسلهام الرجالي.... وغيرها

على المودة نلتقي.

توقيع: أحمد لزعر التسولي.

تصنيف : التراث الشفهي,الثقافة التسولية