تعديل

mercredi 7 février 2018

احتفالات تسولية

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
الجزء العاشر.
 

 
مع اقتراب عيد المولد النبوي الشريف ارتأيت أن أحدثكم في هذا الجزء عن أهم الاحتفالات المشهورة في قبيلة التسول وأولها:
أ: عيد المولد النبوي الشريف أو ما يسميه القرويون "عيد الميلود" ويطلق عليه الأطفال "عيد العلامات" بسكون العين، ويمكن اعتبار هذا العيد عيد الأطفال بامتياز، وتبدأ الاستعدادات لهذه المناسبة أسبوعا قبل موعدها عبر اقتناء أغطية الرأس للبنات مع تحضير سيقان القصب الطويلة لربطها فيها على شكل راية أو لواء، أما الذكور فيحضرون آلة الحرب "المسعورة" وهي عبارة عن بندقية مصغرة خاصة بالأطفال، ويتكون هذا السلاح من خمسة أقسام وهي:
11-
المسعورة وهي الجزء الأكبر وتتكون من عصا قصيرة لا يتجاوز طولها الثلاثين سنتيمترا وقطرها الستة سنتيمترات، وتكون غالبا فرعا من شجرة الدفلى أو شجرة التين والأولى أجود، ومعلوم أن لب فروع هاتين الشجرتين عبارة عن مادة لينة شيئا ما، ولذلك يسهل على الأطفال التخلص منه عبر تسخين قضيب حديدي رقيق يتم إدخاله في اللب مما ينتج عنه تكون قناة صغيرة لا يتعدى قطرها سبعة ميليمترات هي بمثابة جوف السلاح، ويحرص الأطفال على ضرورة الحفاظ على قشرة العصا التي تزيد من جودة المسعورة.
2- الرديف وهو قضيب رقيق من شجر الزيتون أو 'البري' يتم تشذيبه حتى يصير قطره مساو لقطر قناة المسعورة، وطوله أقصر بقليل منها.
3- التكليفة وهي قبضة من صوف الغنم يتم تبليلها بزيت الزيتون ووضعها داخل قناة المسعورة.
4- القبضة وهي قطعة خشبية صغيرة توضع في أحد طرفي الرديف ليسهل إمساكه وتحريكه.
5- الحبة وتكون عبارة عن حبة من نبات تاقة وهو نبات شبه شوكي ينتج حبات بحجم بعر الغنم شديدة التماسك ويتم وضعها في الطرف الآخر للمسعورة المقابل للتكليفة، ثم يتم إدخال الرديف خلفها (أقصد التكليفة) ودفعها بقوة داخل القناة وهي الحركة التي تقذف الحبة خارجا بقوة كبيرة بفعل الهواء المضغوط. وإذا تصادف عيد الميلود مع غير وقت نضج هاته الحبة فيتم تعويضها بعظم الزيتون أو أي وسيلة قادرة على سد طرف القناة.
 
أما البنات فيربطن أغطية الرأس الجديدة بأطراف القصب على شكل علم ويخرجن بها متباهيات بجمال أشكالها وألوانها في الوقت الذي يحاول الأطفال ثقبها بمسعوراتهم (لهذا الفعل دلالة دينية واجتماعية وجنسية في الوقت نفسه ليس هذا مكان التفصيل فيها)، وحين يجتمع الجميع ذكورا وإناثا في مسجد الدوار يبدأ الطواف على البيوت بيتا بيتا لجمع ما يمكن أكله من تمر وتين مجفف وزبيب وحلوى وغيرها، وهم يرددون.
يامنة ولدت النبي وحليمة رباتو أيا من شاف النبي يوريني صيفاتو
أصاليو على النبي صاليو عليه سيدنا محمد صاليو عليه
في حين يردد بعض الذكور المعروفين بالشقاوة:
علام علام ودحزقا يعطيه الجذام.
 
وتجدر الإشارة إلى أن سكان الدوار يحتفظون بجميع الأعلام مغروسة بقرب ديارهم أسبوعا كاملا دلالة منهم على استمرار الاحتفال.
ب: الحاكوز: وهو احتفال خاص بكل أسرة وليس احتفالا جماعيا ويصادف اليوم الأول من السنة الميلادية، أما الاحتفال به فيكون بطبخ الخبز 'المطلوع' المزين بقطع التمر والزبيب ويتم توزيعه على الأطفال، وكانت أمهاتنا تعمدن إلى وضع السخام "الكفوس" في صرتنا أثناء نومنا وفي الصباح تقلن لنا بأن لالة حاكوزة قد مرت عليكم ليلا ووضعت على صرتكم علامة لأنكم مشاغبون وعليكم أن تنتظروا عقابها لكم قريبا، وهو سلوك كان كفيلا بأن يبقينا في جو من الرعب لمدة أسبوع كامل.
ت: الريابة: وهو احتفال معروف في جماعة بني لنت فقط ولم أسمع به خارجها ويكون في أواخر شهر أبريل أو أوائل شهر ماي على ما أعتقد، ومن اسمه نعرف أنه موسم خاص بالحليب الرائب يقيمه سكان بعض الدواوير احتفالا بفصل الربيع موسم نضج الفول والجلبان، أما طريقة الاحتفال فيكون عبر الاجتماع قرب مقر سوق أربعاء بني لنت وذبح بهيمة وطبخها من طرف الرجال، في الوقت الذي تتكفل فيه النساء بتحضير الخبز وغرف الرائب، في جو حميمي رائع مليء بالمرح وحكي الطرائف وما زالت هذه العادة إلى اليوم (نرجو لها الدوام والاستمرار)، هذا ما أعرفه عن هذه المناسبة وأرجو من بعض القراء اللنتيين إفادتنا في الموضوع بما أكون قد نسيته.
قد أكون نسيت بعض الاحتفالات فالرجاء من القراء الكرام تذكيرنا بأي احتفال جماعي أو أسري معروف في القبيلة.
على المودة نلتقي.

توقيع: أحمد لزعر التسولي


الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg