تعديل

lundi 26 février 2018

نماذج غرائبية في قبيلة التسول (1).

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.

الجزء الخامس عشر.

         

        تنتشر في قبيلة التسول مجموعة من العادات ذات البعد الغرائبي والتي لا يمكن للإنسان العادي تفسيرها مهما ابتغى إلى ذاك سبيلا، ومن هذه العادات المعروفة عادة التقاف. ويقصد بها عمل يقوم به الرجال والنساء لتعطيل جهاز ما من الأجهزة التي تشكل الجسم البشري، وسنحاول في هذا الجزء إلقاء الضوء على هذه الظاهرة بأنواعها وأشكالها، ونبدأ بأول مناسبة يكثر فيها التقاف وهي الزواج، حيث يعمد بعض أهل البادية من أعداء العريس (أحيانا يكونون من أصدقائه ويريدون تتقيفه على سبيل المزاح والمقالب) إلى تتقيف العريس، كي لا يستطيع فعل شيء في ليلة الدخلة فتنتشر فضيحته بين الناس، أما طريقة التقاف المشهورة فتكون عبر شراء سكين بونقشة من السوق مع الاحتفاظ به مفتوحا لحين قرب أذان مغرب يوم العرس فيعمد المتقف إلى نداء العريس وحين يجيبه هذا الأخير يقوم صاحبنا بإغلاق السكين وبذلك يغلق مفاتيح الفحولة عند العريس، فيظل ليلة الدخلة في مثل القيد لا يقدر على العجلة ولا الرويد. أما الطريقة الثانية فتعتمد القفل عوض السكين، مع اعتماد الطريقة نفسها في التتقيف
وكما أن لكل داء دواء فإن علاج المتقف يتم عبر إعادة فتح السكين أو القفل إن كان الفاعل من أصحاب العريس، أو عبر  تدخل أحد الأئمة المتمكنين فيأخذ سبع شعيرات من خصيتي الكلب ويلفها في ورقة مكتوب عليها بعض العلامات ثم يضعها فوق الجمر ويأمر العريس بأن يقف فوقها ليتكمن الدخان من ملء جلبابه وأنفه وبذلك تحل عقدته (هذه الطريقة في فك التقاف حكاها لي أحد الأصدقاء الذين وقع لهم هذا المشكل) وهناك طريقة ثالثة وهي الأصعب والأعقد وذلك حين يكون مصدر التقاف أحد المشعوذين أو العجائز، وفي هذه الحالة يصعب كثيرا إيجاد حل لهذه العقدة ويبقى السفر إلى منطقة سوس أحد الحلول التي يلجأ إليها هؤلاء.

تقاف البنات أو التصفيح: وهي عادة كانت معروفة في الثمانينات وما قبلها من القرن الماضي، حيث تعمد جدة الفتاة إلى تتقيف أو تصفيح حفيدتها عبر القيام بطقس معروف حيث تمر الفتاة الصغيرة فوق منول بكسر الميم وسكون النون وفتح الواو وهو جزء من المنسج أو المرمة (المرمة آلة نسج تقليدية خاصة بالرجال، والمنسج آلة نسج خاصة بالنساء) سبع مرات ثم يبلل بالماء وتستحم به الفتاة المراد تصفيحها، وبعد هذا الطقس تصبح بكرتها صلبة وقاسية بحيت يستحيل فضها بالطريقة العادية، وبذلك يتم تحصين البنت ضد كل عملية اغتصاب أو إكراه حتى يحين موعد زفافها فتعمد الجدة إن كانت حية أو من يعرف سرها إلى أخذ القطعة نفسها ثم تعيد العروس الطقس نفسه فتحل عقدتها في الحين.
  
تقاف الأضراس: وهي عملية شائعة في القبيلة ويقوم بها بعض الفقهاء الذين يكتبون بعض الآيات القرآنية في ورقة بيضاء ثم يناولونها للمريض فيسكن الألم وتتفتت الضرس عبر الزمن ولا يعود يشعر بآلامها مطلقا وهكذا يقع مع جميع أسنانه.


تقاف الحليب: أحيانا يقل الحليب في ضرع البقرة رغم وفرة الغذاء والعلف، أو يقل السمن المستخرج من الحليب الرائب فيذهب صاحب البقرة عند إمام المسجد الذي يصنع تميمة لا يدرى ما المكتوب فيها ثم يعلقها صاحبنا في عنق بقرته فيدر ضرعها ويكثر سمن حليبها.

وللإشارة فكل هذه الأمور لا يمكن تفسيرها بطريقة علمية، وقد يذهب بعض القراء الكرام إلى أن ما يتعرض له العريس قد يكون سببه الشعور بالإرهاق والتعب، أو حالة نفسية بسبب ضعف خبرته، ولكني أقول لهم بأن هذا الأمر حدث لأشخاص أعرفهم شخصيا ولا تتوفر فيهم شروط التعب أو قلة التجربة.

نكتفي بهذا القدر ونعود في حلقة قادمة لاستكمال الأمور الغرائبية في القبيلة.

وعلى المودة نلتقي.    


توقيع: أحمد لزعر التسولي.


الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg