تعديل

mercredi 7 février 2018

ألعاب تسولية

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
الجزء التاسع.
 
سنتحدث في هذا الجزء عن أهم الألعاب التي كانت معروفة لدى شباب وبنات القبيلة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الألعاب كانت وسيلة لتمتين أواصر الصداقة والمحبة والتعاون بين الشباب، كما كانت سببا من أسباب الراحة وإدخال البهجة على النفس أثناء عملية الرعي، ونذكر منها: 
11-
علي سلي أو سقير علي: كما يطلق عليها عندنا وهي لعبة قائمة على اختيار واحد من الرعاة عن طريق القرعة الحسابية (1) والذي يقوم برمي عصاه في الهواء بينما يقوم الباقون بضربها بعصيهم قبل سقوطها على الأرض، فإن أصابها واحد منهم على الأقل أعيدت الكرة، وإن أخطأها الجميع يأتي الدور على آخر واحد سقطت عصاه على الأرض.
22-
قليلبة: وهي لعبة خطرة بعض الشيء، وتكون عبر إقامة حجرتين متقابلتين مستطيلتين أو مربعتين على جنبهما، وتبعد كل واحدة عن الأخرى بمقدار عشرة أمتار أو أكثر قليلا، وتبدأ اللعبة بضرب الحجرة المقابلة عبر وضع رجل أمام الحجرة الأخرى ورجلا خلفها، فإذا تم إسقاطها عشر مرات تتم إقامتها بشكل طولي حيث يكون جانبها هو المقابل للضارب، فإن تم إسقاطها مرتين ينتهي الشوط بالفوز. أما خطورتها فتتجلى في كون اللاعبين يشترطون أحيانا التعرض للأحجار التي يتم الضرب بها بحجرة كبيرة أخرى وتسمى هذه العملية ''التزلقيف''، وفي أحيان كثيرة تنكسر الأحجار الصغيرة على الحجرة المعترض بها فتصيب الشظايا أجسام الرعاة.
3-
عرط: تقوم هذا اللعبة على غرس عصا في الطين ثم يقوم اللاعبون بضربها بعصيهم  ومحاولة اقتلاعها من مكانها.
44-
تيلة: وهي لعبة تكون عبر حفر ثمان حفر صغيرة بحجم كف اليد ويتم وضع ثمانية قطع يابسة من براز الغنم في أربعة منها، ثم يقوم اللاعب بتوزيع هذه الحبات على باقي الحفر. وتنتهي هذه اللعبة بتراكم جميع الحبات في حفرة صغيرة واحدة عبر نظام حسابي لم أعد أتذكره أرجو أن يذكرنا به أحد القراء.
5- 
نعيلة أو السوق المزوق: وتتم هذه اللعبة عبر تجميع الأحذية في ركام واختيار لاعب عبر القرعة الحسابية يقوم بحراستها في حين يحاول اللاعبون الآخرون سرقتها منه، فيمدون أيديهم ويختطفونها واحدة تلو الأخرى عبر نظام تعاوني يقوم فيه واحد أو اثنين بتشتيت انتباه الحارس ليتسنى للآخرين سرقة أكبر عدد ممكن من الأحذية، وحين يتبقى للحارس فرد نعل واحد يتحين الفرصة للهرب فيتبعه الباقون يضربون ظهره وقفاه بالنعال، وتجدر الإشارة إلى أن اللاعب الذي يفشل في سرقة النعال يقوم بالهرب مع الحارس ويتعرض للمصير نفسه. وتلخص هذه اللعبة مصير كل من يتهاون في تحمل المسؤولية ولا يقوم بحفظ ما كلف به، كما تعاقب كل من يتهاون في التعاون مع الفريق ولا يستطيع تحصيل شيء.
6- 
سبايط الركوب: تتكون هذه اللعبة من ستة أشخاص على الأقل، يقوم ثلاثة منهم بالانحناء طواعية فيركب الثلاثة الآخرون عليهم، ويقوم الراكبون بتبادل فرد حذاء عبر رميه في الهواء بينهم في الوقت الذي يقوم فيه المركوبون بالاهتزاز والتحرك لإفشال عملية الالتقاط، فإن فشل أحدهم ولم يلتقط ما رمي إليه، يتحول الثلاثة كلهم من راكبين إلى مركوبين وهكذا يتعلم الرعاة الدقة وحسن التنسيق بينهم، ولذلك يحرص كل واحد منهم على اختيار فريقه بدقة حتى يظلوا راكبين لأطول فترة ممكنة. 
7- 
عرايم التيش: هي لعبة خاصة بالأطفال ولم أعد أذكر كيفيتها لكنها تنتهي بنوم أحد اللاعبين على بطنه وتكوم الباقين فوقه على شكل هرم. 
 -
نيبة: وهي لعبة بناتية بصفة أكبر، وتتم عبر رسم مستطيل على الأرض وتقسيمه إلى ستة مربعات، ثم يقوم اللاعب أو اللاعبة برمي حجرة في المربع الأول ثم دفعها للمربع الموالي برجل واحة ولا يستريح إلا في المربع الرابع، فإن نجح في دفع الحجر ونقله بين المربعات الست دون أن يلامس حدودها، يقوم برميه في المربع الثاني ثم الثالث وهكذا حتى يأتي على كل المربعات. وأذكر أننا كنا نمارس هذه اللعبة حين كنت أدرس في مستوى الابتدائي وكنا نشترط شرطا صعبا جدا وهو ألا يحرك اللاعب رجله إلا مرة واحدة بعد القفز ودفع الحجر ولذلك يفكر مليا في المكان الأفضل لوضع قدمه بحيث تسمح له بدفع الحجر للمربع الموالي بكل دقة وبأقل مجهود. 
88-
كرة الشراوط: وهي لعبة لا تشبه كرة القدم المعروفة إلا في ضرب الكرة المكونة من أجزاء الملابس البالية والتي يتم تكويمها وحزمها بخيط ''سبايلو'' بإحكام حتى لا تنفرط أجزاؤها، أما باقي القوانين فلا مجال لتطبيقها (المهم ضرب الكرة وتبعها ونتا وزهرك يا تفلت يا يتلاقيك شي واحد بشي ركلة يهرسك من رجلك، أو ''تمنgر صبعك'' يعني تضربو مع شي حجرة حتى يطير الظفر) وفي بعض الأحيان كنا نمارس هذه اللعبة عبر تقاذف عبوات زيت المائدة مكان الكرة ــ التي كان الحصول عليها يعتبر من الرفاهية ــ وقليل الحظ هو من يصيبه فم العبوة في عرقوب قدمه، فتراه يقفز وهو ممسك بساقه ويدعو بالويل والثبور. 
 
هذه هي أغلب الألعاب التي ما زالت عالقة بذاكرتي، ولعلي أغفلت بعضها إما لسهو أو نسيان، وتجدر الإشارة إلى أن كل هذه الألعاب كانت تمارس بشكل جماعي، فلا مجال للفردانية في عالم البدو الذي لا يقوم إلا بالتعاون والتآزر بين جميع مكوناته. بخلاف الألعاب العصرية التي تؤسس لجيل مبني على العنف وتمجيد الذات الفردية.
على المودة نلتقي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
(1)
القرعة الحسابية هي تجمع الشباب على شكل دائرة ويقوم أحدهم بالحساب ممبتدئا بنفسه فيقول: حيدو (أي واحد)، ميدو (اثنين)، ثلث (ثلاثة)، يربو (أربعة)، مانا (خمسة)، يسبو (ستة)، دارا (سبعة)، يدرا (ثمانية)، قرقش (تسعة)، عشرة، خرجت عيشة، توذن لعشا، صابت سارق بارق عينو بيطة. ومن وقع عليه لفظ بيطة هو من يرمي العصا أو يبتدئ اللعب كيفما كان نوعه.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg