تعديل

lundi 19 février 2018

النسخة التسولية لكليلة ودمنة (1)

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
 
الجزء الرابع عشر.

الكلام بالواسطة من أشهر أساليب التعبير وأكثرها تأثيرا في المجتمع، وقد كان القدماء يلتجئون إليه لأسباب متعددة: سياسية، اجتماعية، تعليمية...
وتتعدد الوسائط وتختلف بين جماد وحيوان ونبات، وجن... وغيرها 
 
وسنتعرض في هذا الجزء للحديث عن بعض التعابير التي كان التسوليون يصوغونها على لسان الحيوان ونبدأ ب: 
1-
 
الذئب: هو من أكثر الحيوانات ورودا على لسان أهل البادية وهو أحد التسعة رهط المعروفين، ومن أكثر الجمل تداولا على لسانه أنه قال: "اللهم فيا ولا حدايا". وتعني أن الذئب يتمنى أن تصيبه رمية الراعي في جسده خير من يسقط الحجر قربه، لأنها إن أصابته في ظهره فسيعرف الاتجاه الذي يهرب فيه، وكذلك إن أصابته في جنبه الأيسر فلا شك أنه سيهرب يمينا، أما إن وقع الحجر بقربه فهو لن يعرف مصدره ولذلك قد يرتبك ويذهب إلى حتفه برجليه.
 ومن الأفعال التي تنسب له، مبالغته في تقدير حرارة القرع، يقول التسوليون في التعبير عن سخونة هذا النوع من الخضر "القرع معبيها الواد والذيب أينفخ عليها". وفعلا، شحال من واحد سلقاتو القرع وخلات فنو متشبخ. 
ونختم بما كان يقوله جدي  حين كان يؤتى بخبز وزيتون ليأكل، كان يقول رحمه الله: "الخبز والزيتون بحال دي أيجري على الذيب، لا شبعة لا راحة".
2- الخنزير: قيل أنه سئل عن سبب كثرة حفره الأرض فقال: "أنحفر باش ناكل، وأناكل باش نحفر".
 ومن الأمور التي يحكيها بنو تسول عنه، ما دار بينه وبين التيس (العتروس) فإنهم يحكون أن الخنزير سمع يوما تيسا يكثر من الثغاء والصياح، فسأله عن السبب، فأجابه التيس: "واش ما عنداك خبار! راها المعزة ولدات لي جدي". فضحك الخنزير وقال له: اتبعني، وأخذه إلى بيته فوجد الخنزيرة متكئة وبجنبها 12 خنوصا، وقال له: "شفتي أصاحبي أنا ولدت 12 وغي بالسكات ونتينا ولدت واحد وقلبتنا راسنا بالصداع".
3- البغل: "قالو للبغل شكون باك؟ قالم: خالي العود". ويضرب التسوليون هذا المثال لمن لا يرضى بأصله. ويروون أيضا أن البغل سابق الجواد ولكنه لم يستطع مجاراته، فلما سئل عن ذلك قال: "ما حيراشي فالجري، حيرا فتعواج القمومة".
4- الحمار: يقول التسوليون أن الحمار "فهم فهامة وحدة فحياتو كاملة ومن تم حلف ما بقاش يفهم أو يفكر، قالك كان عند واحد الفلاح حمار وثور أيحرث عليهم، المهم الحمار عيا وهو يقول للتور: شوف أصاحبي راحنا عيينا بالحرت وراني فكرت فحد المانيرا إلى دعاوني عليها نروحو غدا! قلو التور: شوف أنا غي نية وما عنديشاي مع الفهامة قل نسمع، قلو الحمار: مناين يجيبولك العلف ما داكلش وعمل راسك مريط وولد الفلاح مناين يجي فالصباح ماشي يقول لباباه التاور مريط ما كلاشاي العلف، وراك عارف نتينا غالي، ماشي يخليوك فالروا وأنا نكوز فوجاك وها حنا مروحين، المهم داك الشي دي كان الفلاح فاق فالصباح صاب العلف باقي كيف خلاه، وهو يقل لباه: أبا راه التاور مريط، واقيلا ما كاين حرث هذ النهار، ناض باه قلو: لا ما نضيعوشاي الحرث، خلي التاور يروح وعبي الحمار ربطو بوحدو، ودي حرتيها هي هذيك، المهم خونا بردع الحمار وربطو فزاكلو بوحدو وقيال فغضب الله، غي أدجي فيه الغردة دبوصالح أيقول فنفسو: غرد مع راسك ياك أنا غي حمار آش داني لشي فهامة. وفالعشية رجع مسهوط غي دخل وهو يصيب التور مجبد مع راسو، وقلو: إيوا كيف كوزت النهار؟ قالو الحمار: أودي كاز باش عطى الله ولايني راني سمعت الفلاح أيقول لولدو شوف التور إلى ما كلاشاي العلف هذ الليلة نعيطو على الكزار يجي يدبحو حسن ما يمشي حرام.. غي سمع التاور هذ الهدرة وهو يبدا ياكل فالتبن والعلف وقالو: شوف أحنيني هذ خينا ما معاهش اللعب نوض نخدمو على راسنا".
نكتفي بهذا القدر على أن نكمل ما تبقى في الجزء المقبل.

توقيع: أحمد لزعر التسولي.

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

1 commentaires:

الله يعطيك الصحة اسيدي احمد لغزال

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg