تعديل

lundi 19 février 2018

عادات تسولية

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
الجزء الحادي عشر.
 
سأحدثكم في هذا الجزء عن بعض العادات والأعراف التي كانت أو ما زالت معروفة عند التسوليين وهي عادات مرتبطة بمناسبات أو بأحداث معينة منها:
1- وضع حفنة من التراب في عنق أو قرون الدابة التي تطوع للحرث في أول مرة، إذ يعمد الفلاح إلى أخذ حفنة من التراب من أول خط حرث قامت به الدابة المبتدئة وتوضع في قطعة ثوب بيضاء صغيرة ثم تعلق في عنق الحيوان إن كان بغلا أو فرسا أو في قرونه إن كان ثورا أو بقرة، أما السبب فغير معروف ولعلهم يفعلون ذلك تيمنا إذ يعتقدون أن الدابة التي تحمل معها التراب دابة ميمونة تحمل الخير كله.
2  
- وضع سلا (مشيمة) البقرة فوق شجرة الزيتون لئلا تأكله الكلاب بخلاف سلا باقي الحيوان، ولعل في هذا احتراما للبقرة وتشريفا لها عن أن تأكل الكلاب غشاء العجل الذي يعتبر من أسباب سعادة الفلاح.
3-  الاحتفال بعقيقة الفرس وكنا قد تكلمنا في جزء سابق عن الخيل وعن قيمتها في وجدان الفلاحين، وتعتبر العقيقة من أكبر الدلائل على حب الفلاحين خيلهم، حيث يحاط موعد وضع الفرس بسرية تامة، ويعمد الفلاحون إلى ستر حملها في آخر شهر لها وتترك في البيت مكرمة عن الخروج خوفا من العين ونحوها، حتي يحين موعد الولادة الذي يحرص الفلاح على حضوره ومساعدة فرسه بكثير من الحب والخوف، وبعد أن تضع يطلب من أولاده عدم إفشاء السر حتى يحين موعد العقيقة وهو اليوم السابع، فينظم وليمة يدعو لها أهل الدوار الذين يباركون له، وتجدر الإشارة هنا إلى أمرين: أولهما أن أسماء الفرس أو المهر لم تكن تخرج عن اثنين، مسعود أو ميمون للمهر ومسعودة أو ميمونة للفرس. وثانيهما أن هذه الطقوس كانت تقتصر على الحمل بالمهر أو الفرس، أما حين يكون الحمل بغلا أو بغلة فلا يحاط هذا الأمر بمثل هذه الهالة.
4-  ذبح حيوان (خروف أو ديك حسب الاستطاعة) في بعض الحالات مثل الدخول إلى بيت جديد، أو حين يبلغ حفارو الآبار إلى مكان الماء، ولا أعرف سببا لإراقة الدم في الحالتين إلا ما يذهب إليه بعض الناس من أن هذا الفعل ما هو إلا وسيلة لاسترضاء الجن.
- 5
معالجة الصبيان البكائين (وتسمى عندنا المغانة) وهي عادة ما زالت تمارس لحد الساعة حيث يعمد الآباء إلى وضع أبنائهم كثيري البكاء والشغب في مسجد الدوار وتركهم هناك بعد أن يتم إغلاق الباب عليهم بإحكام، مما يضطرهم للدخول في نوبة طويلة من البكاء والصراخ من شدة الخوف وعدم الرضا، وعاقبة هذا الفعل معروفة حيث تنتهي بإرهاق وتعب الصبي ويأسه من المساعدة مما يؤدي به إلى الهدوء والدخول في نوم عميق، فيأتي أحد والديه ويحمله إلى البيت وقد انقلب حاله من الشغب إلى السكينة.
66
عدم استقبال المولودة الأنثى بالزغاريد وهذه عندي عادة مذمومة أصلها غير إسلامي، وحين كنت أنظر إلى وجوه بعض رجال دوار الذين ازدان فراشهم بمولودة أنثى كنت أتذكر قوله تعالى في سورة النحل "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم" والغريب أن سكان الدوار يكنون عن مثل هذه الحالات بعبارة: فلان رابت عليه النوالة. في تجسيد لصورة الكآبة والحزن واسوداد الوجه لأن النوالة عبارة عن غرفة لطبخ الطعام والخبز ويكون سقفها مثقلا بالسخام "الكفوس" فإذا سقطت على صابحها كسته بالسواد.

هذه بعض العادات فقط وهناك أخرى ارتأيت تركها للتفصيل فيها في مناسبة أخرى.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg