تعديل

mardi 3 avril 2018

من ذاكرة سوق مركز قروي

السوق : لي ما شرا يتنزه.صوت حوافر البهائم وجحافل " السواقة" تشق هدوء المركز القروي ، منذ الصباح الباكر ،وتتقاطر الجموع ، تتعالى اصوات مكبرات الصوت متنافسة فيما بينها ارضا وجوا ،انه يوم معلوم له طقوس متنوعة ، كل له فيه ماربه الخاصة ، فالسوق تجميع للمشتت من الدواوير والمداشر ، وملتقى عام ...
...
في مدخل السوق المقهى الذي يحتل موقعا استراتيجيا ، انه برج للمراقبة، المكان الموعود لمن دأب على معايشة حركية تأتي بالوافدين القدامى والجدد ، الكراسي تحجز باكرا ، لن تجد مكانا شاغرا ، كل العيون متجهة صوب هذا المدخل ، لا تترك خارجا او داخلا الا محصته ، تختلف الفئات العمرية ، ويفرض على الاذن التقاط ما يدور من حوارات ، حكايات عن صراعات ومناوشات حول الارض ، نزاع بين الورثة ، وحالات ضرب وجرح ، واختلاف بين الازواج وتهديد بالطلاق ...ونقاشات حول اثمنة المواد الفلاحية ......
,,,
رواد السوق هائمون على وجهوهم، مندفعون وراء ما اتو لاجله ، واخرون ، ذكورا واناثا ، وجوههم ولباسهم ،تخبر انهم في بحث عن استجمام ، وتصيد لحظة تخرجهم من روتين الايام الاخرى ورتابتها ، تلاميذ المؤسسة التعليمية المجاورة للسوق ، يطوفون بمدارات السوق مرات ومرات ، تجدهم في كل زاوية ـ يلاحق الذكور منهم فتيات الدواوير اللواتي لبسن اجمل ما لديهن ، بالوان فاقعة تظهر من بعيد ، وبعضهن يضعن مساحيق تجميل اكثر كثافة ،وعلكة في الفم تصنع ابتسامة متحركة...
.....
تتناقص اعداد من في السوق شيئا فشيئا ، ويخف الضغط على المقهى ،بعد ان افشى السوق اسراره لرواده الاسبوعيين ، وبعد ان ارتسمت في اذهانهم كل المستجدات ...هو ملاذهم الاسبوعي لمقاومة الاعتيادي واليومي .لم يكن السوق محصورا في اهداف التبضع فقط ،بل السوق بنية كاملة من العلاقات الداخلية والخارجية ، التي تموقع كل فرد في هذا الفضاء....


توقيع: محمد بوعزة

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg