تعديل

mercredi 11 avril 2018

قبيلة التسول في بعض المصادر التاريخية والجغرافية 02.



سأحاول جمع ما تفرق في المصادر القديمة التي ذكرت قبيلة التسول لعلنا نخرج في النهاية بتعريف شامل وواضح عن هاته المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا.

يقول لسان الدين بن الخطيب متحدثا عن دولة يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس بن إدريس "كان يحيى هذا ملكا جليلا فصيحا كريما شجاعا، فاضلا صالحا، فلم يزل قائما على ملك المغرب إلى أن قدم مصالة بن حبوس الكتامي ... فخرج يحيى بن إدريس مدافعا له فهزمه مصالة وحاصره إلى أن صالحه ... وارتحل عنهم إلى إفريقية بعد قدم مصالة بن حبوس بتسول وبلاد تازة موسى بن أبي العافية أميرا .... وهو موسى بن أبي العافية بن أبي باسل بن أبي الضحاك بن تامريس ... ملك بلاد تازى وتسول وأكاي وفاس وحاسة وطنجة..."  كتاب: "أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام" للسان الدين ابن الخطيب، القسم الثالث، الصفحة 210-213.
ويظهر من هذين المقتطفين أن تسول هاته كانت تضاهي تازى في العمران والمكانة بل ربما فاقتها، حيث قدمها في الفقرة الأولى على تازة ونحن نعرف أهمية تقديم بعض البدان على بعض في مثل هاته المواضيع.
وورد في كتاب "البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب" لابن عذارى المتوفى سنة 716 هجرية، الجزء الأول، صفحة 278، ما يلي "وكان بنو أبي العافية أصحاب تسول وملوية ونكور" ونلاحظ من جمعه بين هاته الأماكن المتفرقة من الشمال الشرقي للمغرب أن قبيلة التسول كانت تمثل رأس المثلث لمملكة ابن أبي العافية والتي كانت تمتد من ملوية شرقا إلى النكور (الحسيمة حاليا) غربا إلى قبيلة التسول غربا، وما نلاحظه هنا هو الاكتفاء بذكر "التسول" مع إغفال ذكر تازة وما ذلك إلا للأهمية التاريخية والجغرافية التي كانت تحتلها القبيلة في ذلك الوقت.   
وجاء في كتاب "روضة النسرين في دولة بني مرين" لمؤلفه إسماعيل بن الأحمر، الصفحة 10-11، متحدثا عن قبائل زناتة وأصل بني مرين: "هم أعزهم الله من ولد الأمير ماخوخ الزناتي، وكان أميرا على زناتة ... ثم ولي الإمارة الأمير مرين بن ورتاجن (يجب الانتباه هنا إلى أن بني ورتناج أو بني ورتاجن فرع من فروع قبيلة التسول) بن الأمير ماخوخ، ومن مرين هذا تشعبت قبائل بني مرين .... فولد ورتاجن جميع بني ورتاجن وهم تسع عشرة قبيلة: أولهم بنو الخير ....ثم بنو زنطار، ثم بنو مجدول، ثم بنو فودود" ويظهر من هذا النسب أن بني مجدول وهي فرع من فروع القبيلة يعود أصلها إلى زناتة (1).
خلاصة القول أن قبيلة التسول من أقدم القبائل المغربية وأعرقها وأكثرها تميزا وذلك راجع إلى موقعها الجغرافي المتميز، وطبيعة رجالها الذين عرفوا عبر التاريخ بالشهامة والمروءة وحب العلم، وما هذا الكم الهائل من العلماء التسوليين الذين نصادفهم في كتب التراجم والتاريخ والأدب إلا دليل على ما نقول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1) يذكر ابن الأحمر في الصفحة 9 أن زناتة أصلها عربي من مضر وليست أمازيغية كما يعتقد بعض المؤرخين، ولكني وجدت وأنا أبحث في سيرة ابن حبوس التسولي بيتين يهجو فيهما الوزير ابن عطية بعد أن غضب عليه عبد المومن ثم أعدمه يقول ابن حبوس:
 أندلسي ليس من بربر ** يختلس الملك من البربر
لا تسلم البربر ما شيدت ** للملك القيسي من مفخر
ويظهر من هذين البيتين تأكيد ابن حبوس أصله البربري وافتخاره به.
أما رأيي الشخصي والذي بنيته على ما توصلت إليه من مصادر قديمة ومراجع حديثة فهو أن أصل هاته القبيلة أمازيغية الهوية والأصل لا ينكر ذلك إلا جاحد أو معاند.    


وعلى المودة نلتقي.
مع خالص الود ويانع الورد.

توقيع: أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg