تعديل

mardi 24 avril 2018

لماذا أهتم بالتراث التسولي





بدأت في تدوين التراث الشفهي لقبيلة التسول سنة 2010م على الموقع الإلكتروني تازة سيتي، وبعد التحاقي بالفضاء الأزرق صيف 2016م انتقلت للكتابة فيه باللغتين الفصحى والعامية التسولية، ويعلم الله وحده كم الانتقادات التي واجهتني ساعتئذ والتي اتهمتني بالرجعية والتخلف والاهتمام ب "الخرايف والتخربيق" كما كان يحلو لبعضهم تسميته، وعوض ذلك كانت تدعوني إلى الاهتمام بقضايا الأمة وتشريح واقعها.
ولا أخفيكم سرا أنني كنت قاب قوسين أو أدنى من ترك هذا الموضوع وإغلاق حسابي نهائيا، لولا أنني كنت دائما أحس أن في داخلي صوتا يحثني على الاستمرار وعدم الاهتمام بما يقوله المنتقدون إلى أن تحقق المراد من رب العباد، وأصبح لهاته اللغة الجميلة جمهور محترم من القراء يطالبوننا بالمزيد منها دوما، بل وأصبحت وسيلة لربط الأجيال المغتربة بأصلها، ولكم توصلت شخصيا برسائل شكر على كلمة قديمة أحييتها في منشور، أو عبارة تراثية ذكرتها على لسان شخصية من الشخصيات، والله وحده يعلم مدى تأثير تلك الرسائل على قلبي، لدرجة أنها كانت سببا في نزول دمعة دافئة على خدي في كثير من الأحيان. فشكرا لكل الطيبين الذين جادوا علي بمديح قد لا أكون أهلا له، أو أنعموا علي بتقدير قد لا أكون من مستحقيه.
أعود للجواب على السؤال: لماذا أهتم بالتراث التسولي؟
- أهتم بالتراث التسولي لأنه تاريخي وجزء من هويتي.
- أهتم بالتراث التسولي لأنني تربيت على أن من لا ماضي له لا مستقبل يرجى فيه.
- أهتم بالتراث التسولي لأنه من صنع رجال ونساء تركوا بصمتهم على وجه التاريخ.
- أهتم بالتراث التسولي لأنني أراه ملاذا وحصانة من كل أشكال التغريب وطمس الهوية الممنهج الذي يمارس على هذا الجيل بكل الوسائل.
- أهتم بالتراث التسولي لأنني تربيت به وعليه ونشأت على عاداته وتشبعت بتقاليده.
- أهتم بالتراث التسولي لأنني أطمح إلى تربية جيل مرتبط بأصله، مفتخر بهويته وقبيلته لا يتأثر بالدعاية الكاذبة لعولمة متوحشة تسعى للقضاء على كل شعور حي بالانتماء.
- أهتم بالتراث التسولي لأنني عايشت فترة كانت "التوازة" والتعاون والتكافل في الأفراح والأتراح من بديهيات الحياة، وكان الرجل لا يدخل بيته حتى يسعل أو يصدر صوتا مسموعا ليسمح للنساء بالستر.
-أهتم بالتراث التسولي لأنني عايشت جيلا لم يعرف طريق المحاكم ولم يفتح ملفا فيها حيث كان الخلاف ينتهي بتدخل من إمام أو وساطة من شيخ أو شفاعة من شريف.
-أهتم بالتراث التسولي لأنني كبرت على قصص وخرافات جدي الذي كان يحكي لي رحمه الله نصف القصة قبل أن يغلبني النعاس وحين كنت أطالبه في اليوم الموالي بإتمام النصف الثاني، كان يأمرني بإعادة النصف المحكي بالأمس، دافعه في ذلك مماطلتي وشغلي عنه ولكنه لم يكن يدري أنه يشحذ قريحتي ويدرب ذاكرتي على الحفظ والتذكر.
- أهتم بالتراث التسولي لأنني عايشت جيلا من النساء كانت فيه مشاركة الملح والبصل والخميرة والصابون وووو جزءا من معيشهن اليومي.
- أهتم بالتراث التسولي لأنني قرأت سيرة رجال تسوليين كان أحدهم شاعر أمير الموحدين الأول والمقدم في كل محفل، وكان الآخر مفتي أمير الجزائر، وبين هذا وذاك أعلام وأفذاذ في شتى المجالات، طالما لهجت ألسنة المترجمين لهم بالمدح والتقريظ.
- أهتم بالتراث التسولي لكل ذلك ولأمور أخرى لا يسعها هذا المقام.
- أهتم بالتراث التسولي لأنه جعلني أقول وبأعلى صوتي: تسولي وأفتخر.
إن أعجبك المنشور فشاركه، وإن لم يعجبك فشاركه أيضا فلعله يعجب غيرك.
وعلى المودة نلتقي.
مع خالص الود ويانع الورد.


توقيع: أحمد لزعر التسولي






الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg