تعديل

mardi 3 avril 2018

من متفجرات المجتمع



 يقفزن على حبل ، او يدفعن قطعة حجر " شقيفة" بارجلهن على مساحة من وجه الارض مقسمة ،بلون الفحم او الطبشور الى ست مربعات ،كل لعبة تخصهن لها قانون وقاموس من المفاتيح اللغوية التي تنظم عملية اللعب....يأتي بغتة قرين لهن بملامحه الشيطانية ، يبعثر خطوط الارض ، او يقذف "الشقيفة" بعيدا ، يتعالى الصراخ حوله كأنه العقاب الذي يحوم فوق الفراخ ....قد يتوقف عن عدائيته أو يستمر فيها بكل الوان السب والشتم والسخرية.....
...لم تكن هناك العابا تجمع الذكور والاناث ، ومن خالط الاناث في لعبهن ، يطاردونه بتوصيف : "لي يلعب مع البنات خو البنات "،فالذكورة لا تبرز الا بوضع جدار عازل بينها وبين الانوثة ،تنامت هذه الحواجز وتشعبت في نظرة الصغار لبعضهم البعض ،حتى ان صورة الانثى داخل فضاء المدرسة لم تتغير في مخيلة الذكور ، الاخ يراقب اخته وان حصل وراها تتحدث الى زميلها في الفصل ، جعل خبرها على مائدة العشاء ، ولتنتظر رؤية الكبار للامر وحكمهم فيه ،قد ترفض احداهن ايضا ان يجلس تلميذ الى جانبها في الطاولة ،فقط "المتحررات "اللواتي تلقين تربية استطاعت التخلص من الصور النمطية المحكومة بمبدأ سوء الظن ،شكلن نماذج مضيئة في هذا الخضم المتشابك....
...تأتي مرحلة المراهقة فتقفز صورة الانثى على شكل فريسة ،وتوصف بانها "طرف"بما يوحي به هذا التوصيف من دلالة الافتراس، تضغط على المراهق كل المحمولات السابقة التي نشأ فيها ، فالافتراس يكون الدافع القوي الذي تتوهج الاعين تعبيرا عنه ،ويكبر المراهقون ، ويصلون مرحلة النضج ، لكن لم يستطع هذا التمرحل العمري سلخ عنهم ما شكلته بنيتهم الثقافية ، التي حددت نظرتهم لذاتهم وللجنس الاخر " الجنس اللطيف" باعتبارهم جنسا خشنا .....


توقيع: محمد بوعزة

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg