تعديل

mercredi 4 avril 2018

العجوز وحيان بوجديان

قراءة في التراث الشفهي لإقليم تازة: قبيلة التسول نموذجا.
الجزء العشرون.
سأحكي لكم هذا اليوم قصة حيان مع العجوزة، وهي من القصص/الأساطير المعروفة عندنا في القبيلة، وقبل الدخول في صلب الموضوع أود الإشارة إلى أن هاته القصة وقعت في دوار ولاد حيون ببني ومر وهي منطقة تابعة لجماعة بني لنت، وحيان هو الشهر الذي يلي مارس في التقويم الفلاحي ويصادف أوله اليوم الثالث عشر من شهر أبريل الميلادي ومن الأمثلة المعروفة عن هذا الشهر قولهم: حيان بو جديان، السبولة فالفدان والبطاطا فالgران، وقولهم بوجديان يحيل على معنيين: أولهما أن إناث الماعز تبدأ في عملية الوضع في هذا الشهر، وثانيهما مرتبط بالقصة التي سأحكي لكم.
حكى لي والدي حفظه الله أن عجوزا من دوار ولاد حيون خرجت ذات سنة من بيتها في اليوم الأول من حيان وكان يوما مشمسا، وهو ما لم يتعوده الناس من قبل، حيث كان هذا الشهر غالبا ما يمر في جو عاصف شديد البرودة (يبرير فيه أيبرد الخنزير، يبرير يا يبرير يا المطلع البروط للسرير، ويا المبكي الشيخ الكبير على كسيرة دالشعير) خرجت تلك العجوز وقد أخذت معها قطيع الماعز وبعض الأغطية، ووضعت المغزل في حزامها ونزلت إلى سفح الوادي وقبل نهاية اليوم قالت: كيثك أحيان، صبنت فريشاثي، ورعيث معيزاثي، وغزلث صوفاثي، وبقلت لشكواثي (1) وهانا راجعة فحالاثي. وتقول القصة أن حيان لم يعجبه هذا الكلام، فقال مخاطبا مارس: أسيدي مرسو، عطيني نهار ونصو، باش نغرق عgيزثو.
 وتستمر القصة في سرد الأحداث وكيف تغير الجو في طرفة عين ودوى الرعد وتلبدت السماء بالغيوم فسالت بماء منهمر وقويت السيول وفاض الوادي فأخذ في طريقه العجوز بفرشها وقطيعها وفيه الجديان فسمي حيان بوجديان لذلك، وقد أصبح هذا اليوم يوم شؤم عند سكان دوار ولاد حيون، ومنعوا على أنفسهم الخروج فيه إلى يومنا هذا حسب ما حكى لي والدي، وأرجو أن يقرأ هذا المنشور أحد سكان هذا الدوار ليؤكد أو ينفي لنا هاته العادة.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقصد ببقول الشكوة (وتسمى أيضا الرعية دالشكوة) جمع الأعشاب لتطييب جلد الماعز الذي سيتخذ شكوة لأول مرة، حيث تعمد النساء إلى جمع بعض الأعشاب المنسمة مثل الزعتر ومانتا، ويضيفن إليهما لحاء بعض الأشجار اللوز والجوز والتفاح وكذا قشور الرمان وأصل الدوم (الجمار) ثم يدق كل هذا الخليط دقا ناعما ويدهن به الجلد دهنا جيدا ويترك الليل بطوله، ثم يوضع بعد ذلك في الدباغ (الدباغ هي قشور جذور شجر البلوط "الكريش" تؤخذ وتغسل ثم توضع في الماء فيتحول لونه إلى الأحمر القاني "gرونة") ويترك لمدة يومين أو ثلاثة حتى تزول رائحته، وبعد ذلك يغسل جيدا ويصبح جاهزا للاستعمال.  

وعلى المودة نلتقي.
مع خالص الود ويانع الورد.  



توقيع: أحمد لزعر التسولي.

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg