تعديل

mardi 3 avril 2018

مشاعة الفرجة




...
مساء سبت كل اسبوع ، وبعد انطفاء ضوء النهار، يتجمع الفتية في ركن منزوي بالحي ، يجمعهم موضوع ويفرقهم اخر، يتدخل احدهم المعروف بينهم بمتابعته الدائمة لبرامج القاعات السينمائية وأفلامها االمعروضة ، يسقطهم في دوامة الانصات، ليبدأ عرضه السردي عن الفيلم الذي شاهده الاسبوع الفارط ، كانت جنسيات الافلام ، غالبيتها امريكية وهندية ، افلام اميتاباشان ( النمر) وافلام الويسترن والبطل السينمائي الامريكي سيلفستر ستالون الذي سيحمل في ما بعد لقب "رومبو" ،ارتباطا بثلاثيته السينمائية المعنونة برومبو 1-2-3... يتابع الفتية سرد زميلهم للفيلم ،يحاول اداء الامر بامانة ، فاتحا اقواس التوضيح ، محركا اعضاء جسده وفق مسارات الفيلم ، قد يتدخل مشاكس للتعليق عن امر ، فينهره الاخرون فسحا المجال للراوي الذي كان دائما ينتهي بمقولة : "طلعت الكتابة قاصدا نهاية الفيلم .
كانت الافلام الهندية تنسج قصتها من جدلية صراع الخير والشر ...موسيقاها ووجوه شخوصها ، اغانيها ...كلها اشياء ومؤثرات تنقل الصغار الى عوالم المثل ، والقيم الانسانية... فئة المتشرين اكثر الناس هوسا بالاغاني الهندية ، كل مساء يصر هؤلاء بعشق على ولوج قاعات السينما ، يحفظون الاغاني الهندية عن ظهر قلب ، يرددونها مع ابطال الفيلم ، وان حدث واقتطع المكلف بتمرير الفيلم عبر الشاشة الكبرى لقطة ، ينطلق الصفير احتجاجا ،ويبدأ الصراخ ، انه امر معتاذ ...
وكل له ما يبحث عنه من شكل الفرجة ومتعتها ، حتى ان اسم السينما يصبح محيلا على نوعية الافلام التي تقدمها لدى المدمنين على الفرجة السينمائية، وكان الكثير من الذين لا يستطيعون الذهاب الى السينما ، تصلهم الفرجة ،عن طريق الذين شاهدوها، كان الفيلم السينمائي ينتقل من العين للأذن ، ومادامت السينما ، صورة وصوت ، فهي حمالة بضاعة ثقافية تزحف خارج مساحة قاعاتها..
...
فالفرجة بالنسبة اليهم مشترك يناقشونه ،يختلفون حوله او يتفقون ،يتأثرون به ، ويؤثرون به من خلال دورهم حين يتحولون الى رواة ينقلون بطريقتهم ما ترسب في انطباعاتهم وتلقيهم،وكل منصت ومتابع للراوي يرسم في خياله سيناريو الفيلم الذي يسمعه وفق ما يسمح به خياله وعناصر تمثلاته ....


توقيع: محمد بوعزة.

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg