تعديل

lundi 11 février 2019

حقيقة عيشة قنديشة




ارتبط اسم عيشة قنديشة في المخيال التسولي والمغربي عامة بالجن والرعب والقبح، فكنا نقول حين نرى فتاة منكوشة الشعر وقبيحة المنظر إنها تشبه عيشة قنديشة، كما كنا نفسر كل الخوارق والخيالات التي تصادفنا ليلا في بعض المناطق بوجود عيشة قنديشة، وتكثر الأساطير والخرافات حول هاته الشخصية الأسطورية. ولكن يبدو أننا كنا مخطئين تماما في كل ما يتعلق بهاته المرأة الصالحة، فقد وجدت وأنا أطالع كتاب: الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، للقاضي العباس بن إبراهيم السملالي، الجزء التاسع، صفحة 416، الترجمة 1497 ما نصه:
عيشة قنديشة: الولية الصالحة لمشهورة، سئلت عن القطب فأجابت بأنه سيدي الزوين المجذوب الذي كان يلقط المخ ويطبخه ويأكله، كان يأتيها السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان في خلافته الصغرى وكانت تغزل الشتب وتعمله حبالا تخاط به البرادع، وتقتات من ذلك، وما فضل ترميه في محلها، فلما ماتت وجد الشتب الذي كانت تغزله كله حرير، وكانت تقول: الصماري والغماري وحكامة الدراري، واللبن في الحفاري، مغطي بالشواري، وتدخل الثيران وتخرج الفيران، تشير إلى الغلاء الذي حدث، وانحباس المطر وموت كبراء الولاة وتولية الأحداث، وذهاب الأخيار وظهور الأشرار.
توفيت رحمة الله عليها ودفنت بمقبرة باب أغمات.
ويبدو من ترجمتها أنها كانت امرأة مهابة الجانب، صادعة بالحق، معارضة شرسة للنظام، لا تخشى في الله لومة لائم، ولعل هذا هو السبب الحقيقي في تشويه صورتها ورسمها على تلك الصورة البشعة.
وعلى المودة نلتقي.
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg