تعديل

vendredi 13 juillet 2018

تأثير الأمثال في المجتمع التسولي: دراسة اجتماعية 02


نعود للحديث عن بعض الأمثال التسولية وكيف أثرت في البنية الاجتماعية للمجتمع التسولي ونقف في هذه الحلقة على مثلين مشهورين حول النهي عن فعل الخير أولهما: ما دير خير ما يطرا باس، والثاني: الخير قنطرة للهم.
ولن نحتاج لكثير عناء في التدليل على عدم مطابقة هذين المثلين للشرع والعرف، فالقرآن الكريم والحديث الشريف مليء بالدعوة لفعل الخير والإنفاق ومساعدة الناس ابتغاء وجه الله ودون انتظار مقابل محسوب، ولكن تغير البنية الاجتماعية والمعيشية للمجتمع التسولي، إضافة إلى دخول الاستعمار الأجنبي (لست ممن يتبنى نظرية المؤامرة ولكني أعتقد اعتقادا شبه جازم أن هاته الأمثال وأشباهها هي من صياغة الاستعمار ورجاله لأننا كمغاربة وتسوليين كرماء متشبعين بروح الشرع الحنيف يستحيل أن ننسج مثل هاته الأمثال التي تمدح للبخل وتدعو لتجنب فعل الخير) قلت إن كل هاته الأسباب جعلتنا ننفر من مساعدة غيرنا ونتهرب من فعل الخير والتعاون وتنفيس الكرب على بعضنا البعض، وكثيرا ما سمعت بعضهم يقول: قدم الميم ترتاح، وهذه دعوة صريحة للكذب والتملص من مساعدة الناس.
أنا لا أنفي وجود بعض الأشخاص لا يحسنون رد المعروف، ولا يوفون بوعدهم عند الاقتراض أو طلب المساعدة، ولكن هذا كله لا يعني أن ننهى عن فعل الخير مطلقا أو أن نتهرب من مساعدة المحتاجين.
يجب علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية في تربية أبنائنا على حب الإيثار والكرم ونغرس في نفوسهم حب مساعدة الناس وتنفيس كربهم، وأنا شخصيا سأحاول نسيان هاته الأمثال التي انتشرت في مجتمعنا التسولي وأدت إلى انزواء كل واحد في بيته، وانطوائه على نفسه، فدخلنا في موجة من الأنانية أدت بنا إلى هاته الحال من الضعف والهوان، وكثيرا ما أستغرب من ضعف المظاهرات الاحتجاجية على الأوضاع، أو قلة المشاركين في بعض الوقفات ذات الصبغة الاجتماعية أو الإنسانية، ولكن حين أرجع إلى أصل المشكل أجده نابعا عن التشبع بمثل هاته الأمثال والقيم المخالفة للعقل والمنطق والشرع، قيم الدعوة للابتعاد عن هموم الناس، و"دخول سوق الراس"، والفا المسدود ما دخلاتو ذبانة.
وعلى المودة نلتقي.
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير.


توقيع: أحمد لزعر التسولي

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg