تعديل

vendredi 18 janvier 2019


السلام و عليكم و رحمة الله و بركاته
مع اقتراب رأس السنة الامازيغية و المعروفة عندنا نحن قبائل تازة باسم ``الحگوز`` او
`` حگوزة`` ارتئيت ان نخلد هذه الذكرى من خلال التعريف بها و النبش في جدورها التاريخية حيث انها جزء لصيق بمورثنا الثقافي ( التسولي و البرنوسي و الغياتي و الورايني و الريغي) .
اتمنى ان تستمتعوا بتاريخ ثراتنا المجيد .....
حكوزة تمثل جزءا مهما من ذاكرة المغرب والمغاربة تؤكد لأصوله التي تتعمق في أعماق التاريخ، والاحتفال بحكوزة هو رد الإعتبار لثقافة أصلية وأصيلة مغربية ولمظاهرها الرمزية التراثية الفريدة. فهي تصادف يوم 13 يناير من كل سنة، وهي مناسبة تزرع فيها "شعلة الحرارة" في باطن الأرض بلغة الفلاحين. ويحرص الفلاح في هذه الفترة على تشذيب أشجار الغلة في هذه المنزلة: ويقول المثل
«زْبَرْني فْـ الْليالي ولا خَليلي دْيالي»
ثقافة شعبية مميزة: تسجل الثقافة الشعبية المغربية، اعتزاز الإنسان البدوي بأرضه وعشقها حتى النخاع، كيف لا وهي المعطاء التي تجود يوم الجفاء، وهكذا يخص الفلاح منتصف الليالي بجعله يوما احتفاليا باعتباره رأس السنة الفلاحية، يكمن في أن يوم 13 يناير من كل سنة (منتصف الليالي حيث الإحتفال «بحكوزة») يصادف رأس السنة الأمازيغية ، وهو غير مرتبط بحدث ديني أو عقائدي كما هو الحال بالنسبة للهجري (هجرة الرسول صلى الله عليه و سلام) أو الميلادي (ميلاد عيسى عليه السلام)، لكنه مرتبط بحدثين هامين: أسطوري، سياسي تاريخي.
الارتباط الأسطوري: يحكى أن عجوزا -حكوزة- أرادت الصمود في وجه الشتاء القاسي، مما دفع «يان يور- يناير- (يان: واحد يور: شهر) وهو رمز الخصوبة. ارتبطت حكوزة في الذاكرة الجماعية باستحضار يوم العجوز (حكوزة- عاجوزة)، وهو يوم حيطة وحذر يتجنبون الخروج للمراعي والأعمال الزراعية، خوفا من انتقام قوى الطبيعة. يتزامن الناير، أول شهور السنة الأمازيغية مع تعاقب الفصول ومختلف أطوار حياة النباتات التي تحدد أوقات العمل الزراعي لكــل موسم زراعي، ويسمى ( تابورت اوسقاس ) أي باب السنة.
ويعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بعيد الناير يمضي سنة سعيدة، ويبعد سوء الطالع وشر الحسد، ويرمز الاحتفال بالناير إلى الخصوبة، لذا لا بد من تضحيات لإبعاد الجوع والتفاؤل بالعام الجديد، ووفرة المحصول، ويذبحون في هذه المناسبة ديكا، يفضل أن يكون تسمينه تم بالحبوب أمام عتبة البيت، ليكون أضحية الناير لإعداد عشاء ليلة النايـــــر ( ايمنسي )، يقدم لإكرام الضيوف في هذه المناسبة، وعلى الضيوف وأفراد العائلة أن يأكلوا حتى الشبع، وتقوم الأم على رعاية هذا التقليد لدى أطفالها بأن يشبعوا وإلا جاءت عجوز تملأ بطونهم بالتبن والهشيم، لذا يتبارى الأطفال على الشبع خوفا من تلك العجوز.
الارتباط التاريخي: حكوزة هو اليوم الذي يؤرخ لواقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى (الفراعنة) واعتلاء زعيمهم شيشرون للعرش الفرعوني وذلك 950 ق.م.
الطقوس ومظاهر الإحتفال: اليوم احتفال المغاربة بحكوزة، لا يختلف كثيرا عن مظاهر الإحتفال بباقي المناسبات الدينية، حيث يتم تحقيق الإشباع البطني في تلك الليلة مخافة السقوط في فخ مقولة:
«لي ما شبع هذْ الليلة يبقى جيعان طول العام»
وغالبا ما تكون هذه الوجبات ليلية «إمنسي» العشاء، احتفاء بالسنتين الفلاحية والأمازيغية، ويكون الطعام رمزا للخصوبة والغنى ووفرة المحصول (التْريد- شِيوخَة- قَشْقْشَة، جٌمارْ). هكذا حكوزة تمثل، رمزا للتفائل طيلة السنة بالخير والنماء، والخصوبة.
وقد استطاع الإسلام أن يقضي عن بعض المظاهر الوثنية لحكوزة وأضحى المغاربة هذه الليلة بالتقرب من الله تعالى بالدعاء للخير والرزق والبركة والاستسقاء.
لكم مني اجمل تحية.

توقيع: خالد عز الدين الأوربي 

الأراء المعبر عنها في التعليقات تمثل وجهة نظر صاحبها .ولا علاقة لها بالتوجهات العامة للموقع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Facebook Digg