ذات يوم أرسلتني جدتي رحمها الله لأحضر
"الكورة" من بيت عمي لحسن تغمده الله برحمته، لم أكن أعرف المعنى
الحقيقي للكورة سوى أنها نوع من أنواع المهاريز (1) أسطوانية الشكل يبلغ طولها
حوالي 30 سنتيمترا وقطرها حوالي 10 سنتيمات تستعمل لدق الحبوب الرقيقة من التوابل
كالإبزار والكمون والسمسم (الزنجلان) ليسهل السيطرة عليها في مجال ضيق، وبقي هذا
المعنى راسخا في ذهني لوهلة من الزمن حتى جالست ذات يوم عمي لحسن رحمه الله فحكى
لي قصة الكورة ولماذا سميت بهذا الاسم أصلا، قال لي تغمده الله برحمته: كان جدك لزعر بومعاز
(يعني أباه) جالسا خلف بيته فلاحظ طائرة فرنسية قادمة من ناحية بني لنت وهي تحلق
على ارتفاع منخفض جدا فما كان منه إلا أن أخذ بندقيته (الكلاطة)...